كتبت: هديل الجبوري
منذ القدم والرأي العام يُشكّل أداة ضاغطة على صانعي القرار السياسي فهو يعبر عن الواقع الاجتماعي وطبيعة توجهه الذي قد يشكل قوّة  تؤدي الى تغيير النظام السياسي بالقوة السلمية أو غير السلمية, حينما تتطور الأحداث ولا تستجيب الحكومات, أو أنها لا تتعامل بالطريقة المطلوبة لاستيعاب غضب الجماهير

في  السابق كان الرأي العام لا يشكل تهديداً مباشراً للأنظمة لأنّ أدواته بطيئة التأثير ولا توجد ديناميكة تنظمه بشكل حراك فعلي نتيجة لاعتماده على وسائل تقليدية كالصحف والمجلات ومنظمات المجتمع المدني واستطلاعات الرأي وغيرها
أما الآن وبعد أن وصلت مواقع التواصل الاجتماعي الى هذا المستوى من التقدم الهائل أصبحت هي مركز الثقل في صناعة الرأي العام وعلى هذا الأساس أصبحت الأنظمة السياسية تعمل لها ألف حساب ولا سيما الدكتاتورية منها فهي خاضعة الى رقابة شديدة لا سيما بعد أن أطاحت من خلال التواصل المشترك والتنظيم الحركي لمستخدميها بالكثير من الأنظمة السياسية مما حدى بالكثير من الدول الى قطع الشبكة العنكبوتية عن الجماهير عند حدوث اي تظاهرة او حراك سياسي منعاً للتنظيم السريع والاجتماع المفاجئ الذي قد يؤدي الى الاطاحة بالنظام السياسي أو بالحكومة السياسية
وبالمقابل ايضاً فانه قد يساعد على تحرك الجماهير لانقاذ النظام السياسي كما حصل في تركيا مثلاً حين وجه الرئيس التركي خطاباً لمناصريه من الشعب مما ادى الى التحمهر الملايين الذي أنقذه من الاطاحة به
ومما تقدم يتضح ان مواقع التواصل الاجتماعي هي الأداة الأقوى في صناعة الرأي العام الذي يشكل أداةً ضاغطة على متخذي وصانعي القرار في الدول
والذي يشكل ايضاً الوعي الانتخابي للمواطنيين مما يساهم في تغيير الخارطة السياسية وفقاً للنتائج المتحصلة من خلال الوعي المتشكل من خلال مواقع التواصل واثرها على ثقافة المواطن
وأخيراً
فهذا يدعو الى عدم الانسياق وراء العقل الجمعي وتمحيص وتدقيق أي رأيٍ ليس بالضرورة أن يكون صواباً لأنه أصبح رأياً عاماً
.فمواقع التواصل الاجتماعي أداة يستخدمها الجميع ويمكن تجييرها لأي طرف, ودسها في عقول العامّة ما لم يكن هناك وعي حقيقي يقف أمام ذلك

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *