كتب رياض الفرطوسي
في زمن النكبات وقطع الانفاس والدوامات والمتاهات والعجز‘
عن فهم الكثير من التفاصيل المعقدة والجروح‘
( التي مالهن جاره ‘ جرح يدي وجرح باني على مسماره )
ليس للعراقي الا ان يحلم كي يتعرف على نفسه من جديد.
ربما واحدة من اهم الاخطاء التي وقع فيها العقل الغربي‘
انه عجز عن فهم عقولنا وكيف نفكر.
اذ تشكل الاحلام واحدة من العناصر الاساسية
في مفاهيمنا السياسية والاجتماعية والثقافية.
حيث تتداخل الرغبات مع الهواجس مع الصدف.
لتشكل عناصر علاقتنا مع الواقع.
في حين لا توجد مثل هذه المفاهيم في العقل الغربي‘
الذي هو عادة عقل تحليلي ( علمي ).
كثيرة هي احلامنا.
ربما تصلح ان يكون بعضها مسلسلات تلفزيونية.
وقد اختلطت بعض الاحلام مع حدود الواقع.
احيانا نقع ضحايا احلامنا المفرطة‘
لأن الواقع لا يخضع للاحلام والمشاعر والاحاسيس في كثير من الاحيان.
في غياب سلطة الثقافة والمعرفة‘
التي تحمي التفكير والاختلاف والابتكار‘
سيكون من الصعب بمكان الحلم‘
بولادة جيل جديد او امل جديد او مشروع جديد.
بعض الفلاسفة يقولون لا يمكن دمج الحلم مع السلطة.
( لأن الحلم حالة فردية منفصلة والسلطة عملية احتواء ودمج).
والذي يحلم ان يصبح نابليون عليه ان يتحمل‘
الرذاذ المتطاير من افواه بعض الساسة‘
وهم يتحدثون عن المجتمع العصري والقضاء على الفساد
( ومن هذا البلف المعروف ).
لكن السؤال اذا تعودنا على الاحلام هل سندمن عليها؟
هل نحتاج الى بدائل عملية ..
وهل ينفع هنا ان تكون الارادة والحسم بدائل للحلم.
لكن الناس وصلت الى مرحلة التعلق بقشة الامل
بعد ان ذهبت احلامهم ادراج الرياح حلما ‘ حلما
الحلم بالدولة ‘ الحلم بالتغيير ‘ الحلم بوطن باسم سعيد
الحلم بغدٍ افضل.