كتب :علاء الخطيب

تعيش الجزائر مخاضاً صعباً هذه الأيام على وقع المظاهرات والاعتصامات التي تجتاح شوارع البلاد لمنع ترشح الرئيس المقعد لولاية جديدة .
من الملفت للنظر في الاحتجاجات هي حالة الوعي الوطني العالي الذي تحلى به الشعب الجزائري العظيم ، عدا بعض الأعمال الفردية.
إصرار الجزائريين على الاعتصامات السلمية. جعل العالم كله يتعاطف معهم وبنفس الوقت أرغم السلطة على التراجع واتخاذ خطوات لتهدئة الشارع ، فقد حصلت تغييرات كبيرة في المشهد السياسي ، منها تقديم عبد الملك السلال وهو قائد الحملة الانتخابية للرئيس بو تفليقة استقالته من منصبه كما أعلنت الرئاسة قيامها بتعديلات كبيرة ستطال رؤوساً متنفذةً بالبلد كرئيس الوزراء او يحيى وآخرين مع تغيير في لهجة قائد الجيش الداعم الأكبر لبو تفليقة، لكن يبقى السؤال هو : هل تكفي هذه الخطوات في إصلاح الوضع ؟
وهل ستلبي طموحات الجزائريين مع بقاء الرئيس ؟
انا لا اعتقد ذلك فالتغيير لا يكمن في اقالة او يحيى او تبديل بعض الوجوه بل المطلب الرئيسي هو رفض الرئيس العاجز الذي يتحكم به بعض المقربون والمحيطون به للحفاظ على امتيازاتهم ، وبهذا يرتكبون خطأً فادحاً بحق وطنهم .
لذا تأتي هذه الأحداث مع ترقب كبير من الشارع الجزائري بتغيير أساسي في التركيبة الحكومية ، مع مخاوف ان تعود الحالة لما كانت عليه الحال قبل مجيء الرئيس من انفلات في الوضع الأمني وهذا ما جعل المظاهرات تتسم بالهدوء والسلمية ، فقد استوعب الجزائريون الدرس من تاريخهم ومن اوضاع سوريا والعراق .
إن تدارك القادة الجزائريين لوضع البلاد وحمايتها من الانزلاق الى الفوضى هو من سيحمي الجزائر ، وهي مسؤولية وطنية عليهم ان يتحملوها وان يقدموا تنازلات من اجل حماية وطنهم.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *