رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي
نستخلص من مناسبة استشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم‘
عبرة مهمة وهي ان القائد يجب ان يثق بالشعب‘
والشعب يجب ان يثق بالقائد.
ولا يعتمد فقط على الجيش‘
ففي خطاب قاسم وقبل ان يلقى القبض عليه ‘
كان الرجل يعتقد ان الجيش هو الذي سيقضي على الانقلابيين.
رغم انه يعرف بخروج الالاف من مدينة الثورة‘
ومدينة الشعلة لانقاذ الموقف ! ‘
وهذا يعتبر اول دروس هذه التجربة‘
اما الدرس الثاني فيتلخص في ان الشعب‘
يجب ان لا يبقى يبحث عن منقذ ‘
او اب فاذا ما مات الاب او المنقذ تعم الفوضى‘
وهنا لابد من وجود مؤسسات قوية‘
مثل النقابات والتجمعات الشعبية والمنتديات الثقافية‘
وهذه بمجموعها تشكل نواة حقيقية لقوة اي امة‘
او شعب اما العبرة الاخرى فهي‘
وجود قوى ذات منهج معرفي وفكري‘
تساهم في تعزيز روح التسامح والمحبة‘
وقبول الاخر المختلف.
من خلال التاريخ نكتشف ان تجربة ثورة مصدق‘
في ايران تتشابه في معطياتها ما حدث لعبدالكريم قاسم‘
في العراق وهنا علينا ان نعترف بان مجتمعنا‘
منقسم طبقياً وهذا الانقسام هو مصدر من مصادر‘
العنف والارهاب ويلعب على هذا الوتر الحساس‘
الراسمالي المحلي ( التي هي جماعات رثة من‘
البرجوازية الطفيلية التي تتعامل بطريقة القوميسون)
ذات الارتباط طوعاً او قهراً‘
بالراسمال العالمي المعولم .
ويمكن طرح البديل عن طريق التأسيس‘
لمجتمع قائم على التوزيع العادل للثروة‘
وان تكون علاقاتنا بدول الجوار‘
والدول في العالم اجمع على اساس انساني وثقافي‘
وليس فقط على اساس المصالح الاقتصادية .
فبعد هذا التطور الكبير في الالكترونيات والعولمة‘
والتواصل الاجتماعي والانفتاح على العالم.
فالعالم اصبح قرية صغيرة وحرّي بنا‘
ان نؤسس الى رؤية مجتمعية تقوم على المواطنة‘
واحترام حقوق الاقليات والتنمية والبناء فهذه الخطوات ‘
هي البدايات الصحيحة التي قام بها الزعيم عبد الكريم قاسم ‘
قبل ان يتم الاجهاز عليه في مرحلة ومناخ سياسي ملتهب بالاحداث ‘
والمواقف والانعطافات وصراع قوى واحزاب ‘
شيوعيون وقوميون وبعثيون واسلاميون وليبراليون واكراد ‘
صمت الجميع‘
ودفع الجميع ثمن هذا الصمت لاحقا .
والكارثة ان الجميع الان يختلفون حول الثورة ‘
وحول الجمهورية والملكية ‘
البعض مع الملكية والبعض الاخر مع الجمهورية ‘
وطرف ثالث لا مع هذا ولا مع ذاك‘
ونحن بين هذا وذاك فقدنا بوصلة وهوية الوطن ‘
فقدنا وجهتنا وسط الضجيج والصخب والنزاعات‘
والجهل والتشدد والشك ونسينا ان السلطة قبل كل شي هي‘
وجه من وجوه المجتمع بل هي بيئة النظام ورحمه الاول .
سواء حكم الوطن مجموعة من الجلاوزة او قديسين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *