كتب رياض الفرطوسي
لا اعرف تحت اي تأثير او نشوة او لهفة او فرح‘
كتب الشاعر العراقي المعروف ( ابو سرحان ) ذياب كزار‘
قصيدته او ملحمته ( مهضومة شدات الورد).
هذا النص الذي يفيض بالصدق والعشق المكتنز بالوعي.
هكذا نصوص تبحث عن قارىء مفتون ومهووس بالجمال.
عبقرية بسيطة ولكنها مهذبة ومشذبة‘
وغير معنية بما هو سريع وجاهز.
قبل ان تدخل علينا ثقافة الشعر الهابط‘
في وسائل الاغراء والاغواء‘
وتتحول القصيدة او النص الشعري الى غرفة نوم‘
وسرير وقُبل وكلمات عارية وتافهة.
ويبدو ان هذه التفاهة لم تأتِ عن عبث‘
وانما هي تفاهة منظمة ومدروسة.
(الباحثة البريطانية فرانسيس ستونر تقول
حسب وثائق منشورة ان وراء هذه الفوضى
منظمات ومخابرات دولية كبيرة توظف
هذا الانحدار لأسباب اقتصادية وسياسية).
كتب ابو سرحان بفرادة نادرة تجمع بين الترافة والحساسية‘
والالهام والوجع والفرح والرصانة‘
ليل وگمر ونجوم
والهيل ما مفطوم
والروح ما تحمل ثگل (سگم) ترفة.
يأخذنا عبر الليل والقمر والنجوم ‘
بأغراء الهيل غير المفطوم‘
وبالروح التي اثقلها العشق والانتظار والوجد‘
بعيدا عن بهرجة الفوضى‘
لتنتعش يقظة الحواس ولتكتشف انك مع مرور‘
كل بيت من القصيدة له موسيقاه الخاصة وايقاعه الخاص ولحنه الخاص.
آخ شكثر هم الگلب شو هلهلن بهداي
موش العلى جفوني كحل هذا سواد الماي
سيست مابين الحزن والفرح يا دنياي
هنا يضعنا ابو سرحان امام معادل جمالي اخر‘
وهو ان تكون بين الحزن والفرح‘
حد انك تصبح تشتهي هذا الحزن وهذه التأوهات وهذا الفرح.
هذا الحنين المختبىء بين اوراق القلب‘
يصوغه شاعر محترف بلغته الاستثنائية‘
يعلق حروفه على ضفائر محناة بالطهر والسعّد‘
ويجعلها (صوغة) هدية.
( خلني يا بنيات فوك الزلف ماشات والروح ما تحمل سگم ترفه).
كم سنحتاج من الزمن لولادة طائر مغرد اخر مثل ابو سرحان
او مظفر النواب او عريان السيد خلف؟.