كتب رياض الفرطوسي
تبقى المحاولات قائمة في الدخول الى النص الشعري‘
ومحاولة كشف مكامنه وتفكيكه وتحليله‘
من اجل الوصول الى الهناك.
اشياء قيلت واشياء اخرى تنتظر منك ان تبحث عنها وتكتشفها.
الشعر هو ترجمة ركيكة للشعور او المشاعر.
او هو محاولة متقدمة لصياغة مشاعر انسانية نبيلة.
( الشعر ليس الكلمات وانما الرؤية الشعرية).
كتابة النص الشعري اشبه ما تكون بمخاض‘
تمر بمراحل من الوجع والانتظار والالم‘
وعادة ما تكون اجواء كتابة النص هي اجواء‘
انعزال وابتعاد عن الاخرين.
تشهق نفسا عميقا تحبسه في صدرك ثم تطلقه وعيا وحكمة.
بعض النصوص البهية والمزينة بالوقار والعفة‘
ترمم شقوق الروح وانكساراتها‘
ثم تمتثل هذه النصوص بين يدي القارىء‘
كما لو انها ضوء طاهر نتوضأ به حد الرعشة والحنين.
لا يمكن ان يصدر الشعر الا من قيعان نقية وصافية‘
لذلك يمكنك ان تشاهد المشاعر كما لو انها ماء صاف.
يقول رسول حمزاتوف في احد نصوصه‘
( الشعر والكذب امران متناقضان )‘
على اعتبار ان الكذب والكراهية والحقد‘
وكل المشاعر السلبية اشبه ما تكون‘
بعازل او فاصل او جدار بين ( الانسان واعماقه).
وعليه من الصعوبة ان يكون المدع والكاذب‘
والمنتحل والملفق شاعرا او كاتبا.
ربما يصبح صانعا او مقلدا‘
لكنه لا يمكن البتة ان يكون مبدعا ومبتكرا‘
وخالقا للجمال والصفاء والوضوح.
قد تبهرك عبارة عفوية من امرأة‘
تتركك تتمرغ بالدهشة والجمال.
وربما تغير هذه العبارة حتى مجرى حياتك كله.
تصبح هذه اللحظة كما لو انها هدية سماوية‘
او عيد جديد يعيد لك اكتشاف الحياة مرة اخرى.
اللحظة الشعرية تلك التي تخطفك من الزمن او من نفسك وتقلب مزاجك.
مثل مشهد للوحة تشع بالالوان الزاهية‘
او عطر امرأة يخطفك وانت في الشارع‘
او سطوع لهب شمعة من عتمة بعيدة‘
او فتاة نائمة على ضفاف البحر‘
حيث يمكنك مشاهدة صفاء الروح‘
من وجهها المشع بالاحلام والبساطة والعفوية.
من هنا تأتي الرؤية الشعرية من تناغم بناء النص‘
واندفاعاته الداخلية والخارجية.
وتظهر ملامح قوته وجماله وفتنته.