رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي

اخذت الازمات التي نعيشها طابعا مركبا‘

على المستوى السياسي والامني والاجتماعي‘

والاقتصادي والمالي والمعيشي.

فهل كانت هذه الازمات المستمرة من افعال الصدفة ؟

ثم اي مصادفات هذه التي تتكرر بعناوين مختلفة ومحيرة.

من يقف وراء هذا التفسخ والانحدار والضياع والتشتت.

والضعف والفوضى والتداعي.

اذا افترضنا انه الشعب .. فأي شعب منهم.

ونحن شعوب وقبائل وعشائر ومنظمات ومجموعات شبابية مختلفة الاهواء.

( قسم يريدون وطن وقسم اخر يريدون توظيف وقسم يريدون كهرباء‘

وقسم يريدون ضمان صحي وقسم لا يعرفون ماذا يريدون).

اذا افترضنا انه النظام .. فأي نظام منهم‘

ونحن مجموعة من الانظمة‘

( نظام للساسة ‘ نظام للاحزاب ‘ نظام للاتباع ‘ نظام للحواشي).

اذا افترضنا ان من يقف وراء هذه الازمات هم تجار المصالح وتجار الشعوب وتجار المواقف المتغيرة وتجار الازمات وتجار الدمى السياسية.

وهؤلاء ايضا اصبحوا فرق كثيرة في بازار العراق المفتوح.

مصرفيون واصحاب كازينوهات ليلية وتجار مخدرات وعملة  وجواسيس وخونة واصحاب مال ونفوذ وصيت واضواء.

نصف معركتنا الحقيقية هو عدم وجود فكر وعقل نحتكم اليه.

لأن الشعوب التي تتعرض للابتلاء تحتاج في مرحلة ‘

المنعطف الى فكر قيادي يعرف كيف يتصرف‘

فكيف اذا عرفنا ان نصف من في الواجهة‘

يعانون من تضخم في الآنا.

والناس ترقص على الحياد واللامبالاة ‘

حتى تحولوا الى مختبر للتجارب‘

تجارب الاجهاض السياسي.

تجارب الاجنة الجديدة التي تنتظر ان تصبح‘

( فرانكشتاين ) جديد.

لقد اصبحنا مسرحا كبيرا لكل انواع التجارب.

تجارب السيارات المفخخة في الاسواق والساحات.

تجارب الاحتلال ‘ تجارب داعش.

تجارب الفوضى وضرب القانون والاستخفاف‘

والاستهتار بكل شي.

لا يمكن ان تكون كل هذه المحن  والظواهر‘

والتجارب والتشرذم والانقسامات‘

من صنع فراغ او ولدت من لاشي.

للاسف نحن لا نتابع الاعلام الغربي والصحف

الاجنبية لكي نقرأ ما بين السطور ونادرا ما يحصل ذلك

والسبب هو ما ينشر في مواقعنا (السوشيال ميديا والفضائيات)

من اجترار ومواد مكررة واستهلاكية.

وهذا الاعلام البائس وجد ضالته في واقعنا الاستهلاكي‘

وثقافة التهديد والشتائم والاستعراض‘

وفي كل مرة نعود لنفس النقطة ( اي نقطة الصفر).

حيث سيطر العقم الفكري والتسطح على عقول الناس‘

وخلق عطبا في الانتاج والرؤية والتحليل والتفكيك والتوقع.

فأصبحنا لا نلد الا خبراء في الخطابات والشعارات السطحية‘

والاوهام والاحلام والبيانات واستعراض القوة والصور والهيبة المزيفة .

هؤلاء كلهم اسرى ثقافة البلاغة الانشائية‘

التي لم تتجذر يوما في عمق ثقافي حي يتجاوز التفاهة‘

والشر والتلقين والمراثي الى تخيل المستقبل وصناعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *