رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي

جدل طويل يدور حول التعامل مع الاسراف الهائل بالفوضى‘

والشقاق والخلافات والصراعات.

كيف لك ان تبني خطابا سياسيا او ثقافيا او دينيا خارج‘

هذا التراكم من التعصب والبداوة والجهل‘

وتشابك الرؤى والقناعات.

نحن تائهون ‘ فزعون ‘ ضائعون‘ نائحون‘

بلا اي موهبة للتخطيط والتأمل والتفكر.

وكأن ما مررنا به لحد الان لا يكفي بعد‘

ليجعلنا نراجع انفسنا وتجاربنا وخذلاننا وفشلنا.

المصيبة ان كل الاطراف مصرة على قناعاتها‘

وعلى سيطرتها وعلى قوتها وعلى قانونيتها.

كل هذه التجارب والعواصف والخضات‘

لم تحرك لنا شعرة.

تحرك العالم وتغيرت مناهج وافكار وحياة شعوب.

ظهرت علوم واختفت انظمة تقليدية.

مما دفع كتاب العالم ومفكريه الى وضع رؤى‘

جديدة للحياة من اجل اعادة قراءة المنسي والمحذوف والمغلق‘

ونحن ما زلنا نراوح في ذات اللغة السياسية الرثة.

وفي ذات الخطاب الهزيل.

نردد مقولات الزمن التليد ونكرر الهتافات والخطب.

وبدل ان نصبح متساوون في التعليم وفي الرعاية الصحية‘

وفي السلطة وفي المال والمصير والفرح والعدالة‘

وبأستعادة الامل اصبحنا متساويين في الفقر‘

والضياع والظلم والحيف والقهر والفقد والموت والمقابر.

المثقفون مشغولون بغراميات الاضواء والفيسبوك.

وكتابة الخواطر للعوانس.

السياسيون والمصرفيون والمقاولون مشغولون‘

بالصفقات والمصالح والانتخابات

ويتحدثون عن انفسهم وعن بطولاتهم من على شاشات الفضائيات.

والجمهور منهك ومعذب وغاضب.

لم يعد يفرق بين سارق ومارق او نزيه ونجيب.

الجميع يبحث عن مخرج طوارىء.

بحيث يستطيع اي بائع خضار او سائس خيل‘

ان يقود هذه الفوضى ويذهب بنا الى العراء من جديد‘

دون ان نسأل او نراجع او نفكر او نعترض.

الكارثة انك عندما تتحدث مع اي عراقي‘

عن النجوم والعلوم والافكار يقول لك (اي اعرف)

في حين هو لا يعرف ما يدور خلفه‘

بسبب الكسل والغرق في النوم.

لأن الحقائق لا تعرض امام الناس كما يعتقد هؤلاء‘

وانما هي في دهاليز المكاتب المغلقة.

ما سيحدث في الايام المقبلة يحتاج الى خبراء واساتذة.

يحتاج الى اطباء ومفكرين وبسطاء وربات بيوت.

ومناقشات مفتوحة لكل الظواهر الطارئة على حياتنا.

قبل ان تفلت الامور وتستفحل امراضنا ومصائبنا اكثر واكثر.

الرد الحقيقي على قيامتنا هو ان نخرج من هذا الخراب‘

اقوى ونُظهر للعالم اننا امة قادرة‘

على ان تتجاوز محنتها التي طالت.

ونخرج من جديد للعالم ونحن متماسكون مثل سبيكة الذهب.

لكن متى يحصل هذا؟

سؤال اضعه امام انظار اصحاب القرار والرأي والقوى المجتمعية المؤثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *