رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي
ان ما نشاهده من كثرة الكلام وقلة العمل والامل‘
في اي تغيير حقيقي بخصوص اوضاع البلاد والعباد‘
من الظواهر الدارجة في ما يعانية الشارع.
الذين يكثرون الكلام هم ضحايا التكرار والصقل والتلقين والركود.
صناع الامل المزيف ( المستقبل الزاهر والسعيد ).
صناع الاوهام المرتجلة والواجهات الاستعراضية.
( حقيقة الامر انه لا يصك ولا يفك ).
خبراء في نفخ الاوداج والقرب المثقوبة.
لعبت الصدف العابرة وحماقات الواقع‘
ان يظهروا في واجهة الاحداث.
حتى صاروا مقتنعين انهم يصلحون لكل زمان ومكان.
تشاهدهم يحضرون في بيانات التنديد وفي تقديم التعازي‘
وفي حفلات التنصيب وفي المهرجانات السياسية والاجتماعية.
ولا غرابة في ان تشاهد بعض الساسة وزعماء ( الصدفة )‘
يجلسون على موائد شريحة من المقاولين الجدد.
( مقاولون سياسة وثقافة ودين وتجارة وضمائر).
ممن تم انتاجهم على عجل ليكونوا جسور‘
لتمشية الصفقات والثراء والمصالح‘
على حساب الحفاة والفقراء والجياع.
كيف ننتظر ممن ساهموا بعملية الخراب والاقصاء‘
وتأجيل المشاريع ان يقدموا املا مشرقا للناس.
اصبح الناس يعرفون قبل قراءة اي بيان او خطبة او تغريدة‘
ماذا مكتوب فيها لأن العقلية التي تكتبها عقلية مجترة‘
مثل طاحونة فارغة ( تلتهم نفسها ).
حتى تحولت مكاتب بعض الساسة الى متاحف‘
لكائنات محنطة لا تطوير ولا تحديث ولا متابعة‘
ولا فكر ولا اكتشاف ولا ابداع ولا مرونة‘
ولا توجد فكرة لأعادة صياغة العقل المقولب.
كل ما موجود هي نمطية الوعظ والهيمنة.
لماذا يتجاوب الناس بمختلف انتماءاتهم الفكرية‘
والعقائدية والثقافية مع شخصية مثل حسن نصر الله.
حتى لو لم يتكلم بالسياسة تجد الكل ينصت له بأحترام.
السبب لأنه قادر على صياغة خطاب تنويري مختلف‘
خطاب ثقافي يتبنى منطق عقلي ونقدي وتحليلي‘
يعالج واقع الصراع والحرية والامل والعدالة.
اذهب الى اي مؤسسة او دائرة من دوائرنا المختلفة‘
تجد ان بعض المدراء فيها ومنذ سنوات طويلة
لم يتم استبادلهم او تغييرهم‘
ولا يوجد احد يؤمن بمنطق الازاحة‘
اسوءة بما هو موجود في النظم الديمقراطية الحديثة.
لأن المنصب حسب نظرية العقارات هو حيازة شخصية وملك صرف.
وكل مدير عام خلفه (دنگه سياسية).
كيف سيحدث التغيير ونحن على هذا الحال.
الناس سئمت من الكلام ومن صور التشائم ومن المجاملات الكاذبة.
( وين ما تنطي وجهك فتك ).
وتعبت من البطولات الوهمية والاستعراض والتباهي والجلافة‘
والاخطاء والتبريرات والكذب والنذالة والنصب‘
وعقليات الصفقة والغنائم والمكاسب.
رغم كل هذه المساوىء التي اجتمعت في هؤلاء الاشخاص‘
حتى تعايشوا معها.
نحن من ساهم في تضخم اوهامهم واكاذيبهم ودجلهم وشعوذتهم‘
بسبب الصمت والادمان على التشوه والخراب والاستسلام للواقع.
مهمة النخب الواعية ان لا تستسلم وتبقى تحرك الوعي‘
لكي تفيق العقول الغارقة في الاوهام القاتلة.
22 / 05 / 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *