رياض الفرطوسي

(إن الله لا يُـغيّـر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
السيد مدير مكتب سعادته او سيادته او معاليه او عنايته او حضرته او دولته او سماحته
اعرف ان سعادته لا يعلم بما تقوم به احيانا من اكاذيب ووشايات واستفزازات وتصفية حسابات( وربما يعلم لكنه مغلس لغاية خاصة ) انت تقوم بعلم او بدون علم في ترسيخ صورة سيئة عن معاليه
ولا اعرف لحد الان لماذا يقوم بعض المسؤولين باختيار مدراء مكاتب على قدر ومستوى عال من النذالة والخسة والوضاعة وقلة الادب والغطرسة والسطحية
ومحاولة عرقلة الاشياء ( حتى البسيطة ) بطرق خبيثة ‘ ويمارسون قمع ناعم مع الموظفين والمراجعين والضيوف.( دون معرفة ظروفهم ومعاناتهم ). اعرف انك لست مظلوما ايضا لأنك نتاج مدرسة قد جهزتك سلفا ومنذ وقت بعيد للخنوع والقمع والطاعة والتخويف والمعاملة القاسية.
اعرف ايضا انك عبارة عن ( فراغ ممتلىء ومحشو بالوهم والسذاجة والاستعراض والتباهي )
النظام الاجتماعي الذي انتجك هو نظام مهزوم وملفق ومزدوج المعايير ومتشظي
فوجدت نفسك في هذا النظام مبرمجا على الزحلقة والتنمر وتظن خطئا ان فرض الهيبة ياتي من سلوكك الجلف الذي يشبه دواخلك الرثة.
ماذا يفعل الاعزل ( والمختلف وغير الشبيه والمعتز بنفسه وكرامته )عندما يكون امام شلة من الاوغاد ممن لا يباعون في سوق الغنم ( فريق مدير المكتب )
كيف يمكن ان يواجه هؤلاء؟
سيترك هؤلاء كل شي وينشغلون بك
بك .. انت المقصي وانت العصامي وانت المحارب
انت الذي لم تنازعهم على سلطة او مكتب او مكانة او حضور او امتيازات او مركز او موقع
او وجاهة او مسؤولية او نجومية ( مفتعلة )او سفرات او ايفادات او سيارات.
رغم كل ذلك لكنك تشكل هاجس قلق يومي لهم‘
كيف تنام ‘ كيف تحضر
كيف تجلس ‘ كيف تمرض ‘ كيف تحلم ‘
كيف تلبس‘ كيف تحزن‘
وسيتركون كل مشاغلهم الاخرى المتعلقة بالمحافظة على امتيازاتهم ( سيارات ‘ باجات ‘ خدم ‘ مصالح وعلاقات ‘ .. الخ ) وبسبب وجود وقت فراغ كبير لديهم لعدم وجود عمل حقيقي يتفرغون لك ويستفزونك ويشاغلونك من خلال اشياء تافهة وصغيرة تشبه قاماتهم ونفوسهم المريضة ‘( لكي لا تفكر ان تتطلع الى اشياء اكبر فيتم الهائك بصغائر الامور ) يحاولون ان ينتزعونك من نفسك ومن ذاتك ومن اخلاقك ومن تربيتك ومن غربتك ومحنتك علهم يحصلون منك على زلة او هفوة او سقطة لتصبح وصمة تلاحقك حتى الموت.
عزيزي مدير المكتب ..
هل تعلم كيف ينظر اليك بعض من الموظفين؟
يعتبرونك شخصية بلا اي مؤهلات حقيقية ولست سوى دمية منتفخة بملابس انيقة من الخارج وخاوية من الداخل ويصفونك بـ الطرطور.
لقد تحولت بحكم هذا المنصب الى مخزن من الآنا المتورمة التي تكدست فيها الطموحات والنزوات وجعلتك وحش يريد ان يسيطر ويستحوذ على كل شي.
رغم هذه المرثية والمقدمة الطويلة نوعا ما الا انك ستبقى مثل الكثير من الاشياء التي تراكمت على صدورنا ولم تتغير‘ فالمجتمع الذي افرز اخلاقك ‘ وسلوكك ‘ وامراضك ‘ وعقدك ‘ هو مجتمع هش( عقول بالية ومتخلفة )‘ ومن السهولة اختراقه كما اخترقته انت وامثالك.
رياض الفرطوسي
للحديث تتمة
10 / 05 / 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *