كرامتي فوق كلشي
مااكثر الطلاق واقل الزواج .
يعاني مجتمعنا من التفكك العائلي وصعوبة الزواج فيه، بل من طلاق سريع لا يصبرفيه الزوجان على التعايش حتى لسنة واحده . وان دل ذلك على شيء ، فأنما يدل علىتخلي المجتمع شيئاً فشيئاً عن مبادئه الراقية وعاداته وتقاليده الاصيلة إبتداءً من ارتفاع سقف مطالب اهل الفتاة من الشاب الراغب بالزواج حتى تخلي بعض الشبابعن صفات الرجولة والشهامة .
ويبدو ذلك جلياً على صفحات التواصل الاجتماعي من فضائح .
او ما نشاهده من اقامة حفلات الطلاق، التي صارت في واقعنا الجديد.
لا ينكر ان الطلاق مباح شرعا وقانونا،، وإن كان مكروه دينياً واجتماعياً كما فيالحديث ” ان أبغض الحلال عند الله الطلاق ” .
إلا ان هناك حالات خاصة لا تنتهي بسلامة الطرفين الا بالانفصال والطلاق.
لكن سرعان ما تحول الانفصال الى موضة (ترند) في المجتمع وبات المنفصلونيتفاخرون بانفصالهم . و عندما نبحث في معظم حالات الطلاق في مجتمعنا الحالي، نجدها تنحصر في الماديات والخيانات .
وقد انعكس هذا الوضع على الاهل، فبدلاً ان يكون زواج ابنائهم وبناتهم سرورا وهناءًبات هماً و قلقاً. فالشروط الصعبة من الطرفين, تجعل العلاقة بينهما على كف عفريت .
الشاب الذي يطلب مقاييس جمال خاصة ، و الى البنت التي تريد حفلة عرس اسطورية، وشهر عسل في جزر المحيط ، التي تكلف الكثير بالطبع، ناهيك عن المطالبالتي أصلحتأساسية بمجتمعاتنا كالشهادة ، و البيت، و السيارة الحديثه، و لا ننسى الوظيفه ذاتالدخل العالي، وبالرغم من كل هذه الصعوبات ، يتم الزواج بنجاح وبرضى الطرفين.
وبعدة فترة وجيزة تطفو المشاكل على السطح، بين الزوجين، وغالبا ما تشرك الزوجةاهلها ويتدخل اهل الزوج ، وتنقلب الاوضاع وتتفاقم الامور ، فيطلب احداهما الطلاق عن الاخر، بحجة (كرامتي فوق كلشي) .فلا صبر و لا تضحية ولا المعايير الأخلاقية التينشأنا عليها تقف حائلاً لحظة الاختلاف.
عكس ما اتفقوا عليه قبل الزواج من وعود، ومشاعر جياشة، و قصائد رومانسية مليئةبالغرام، وأمال بحياة رغيدة مكللة بالحب والجمال .
والاسوا من هذا كله هو وجود الاطفال الذين يعتبرون الضحايا لمعارك خاسرة يشنهاالاهل مع بعضهم متناسيين مستقبل اطفالهم وحالتهم النفسية والعقد التي ستنموبداخلهم للابد.
بالاضافة الى انعدام المسؤولية من قبل الزوجين واهلهم . فقرار انجاب الاطفال لم يكنعبثا ولم يكن من دون تخطيط و الحاح شديد من الأهل، ومع ذلك في لحظات الاختلاف يصرون على الانفصال، غاضين ابصارهم عن مسؤوليتهم حيال الاطفال، الذين لا ذنبلهم، سوى انهم ولدوا في بيت يعيش الخلافات.
في الحقيقة على كل شاب و فتاة ان يعوا ان الزواج ليس كلمات حب وقصائد غزل، انمامسؤولية تجاه بعضهما، تحتاج الى الصبر والمشقة. كما ان الحياة الزوجية ليست كمايخيل اليهم، انها عسل بعسل ، بل طريق طويلة ، فيها التحديات والصعوبات، كما فيها شمس مشرقه تبعث الامل بين الحين والاخر. فقبل ان يوافق كل منهما بعقد القران ، انيفكرا مليا باستعدادهما لمواجهة مصاعب الحياة وان يتحملا المسؤولية لبناء اسرةاسسها قوية مبنية على المودة و الاحترام و الصبر و التضحية.
“وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّفِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”