كتب رياض الفرطوسي
لا اعتقد يوجد مجتمع في العالم‘
فيه هذا العدد الهائل‘
ممن ينتقدون ويختلفون ويتجادلون وينوحون‘
على كل شي مثلما نفعل نحن،
والأسوأ من ذلك لو تم اصطيادك على موقف عابر،
أو هفوة غير مقصودة،
أو عبارة في مقال،
لذلك نحاول هنا مداهمة التراكمات النفسية في المناطق المظلمة،
من الذات وتحرير الوعي من قيود كل ما هو جاهز ،
ومكرر وتفريغ الاحاسيس المجروحة والمريضة،
من اجل الوصول لضوء الحقيقة، والتصالح مع الاشياء الجميلة والعفوية.
لكننا خلال هذه الرحلة الطويلة،
فقدنا الكثير من اشيائنا العميقة،
التي كانت تستحق التأمل والتوقف والبكاء واليقظة،
من حسن حظ داخل حسن وحضيري ابو عزيز‘
أنهم لم يعيشوا في زمن النواح الكاذب والمفتعل،
فقد كانت حنجرة داخل وبحة صوته المهيب،
هو ورفيق دربه حضيري تصدر من مشاعر عميقة وصادقة.
لأن الوجه الاخر لأفراحنا هو الحزن العميق،
الذي نفتخر ان يكون وساماً للصدق والنبل الداخلي.
في حين تحولت اصوات اليوم الى مزاد علني
للرخص والسطحية والتفاهة.
علينا ان نفكر كيف نواجه مشروع تفكيكنا
واقتلاعنا واضعافنا وتهميشنا
بالطبع ليس من خلال العويل والنواح واليأس والمراثي‘
بل من خلال التشبث بمشروع الحياة
كما تتشبث الاشجار بالارض اثناء العواصف
في هذه المرحلة الحرجة نحتاج الى مشاركة انسانية
لهموم الناس اليومية بعد ان غرقوا في
الهموم والادمان على الخراب والتشوه.
نحن بحاجة الى تجديد حقيقي في الخطاب
السياسي والثقافي والعقائدي.
واستبداله بخطاب عقلاني متوازن ورصين
فمتى نعترف بخيباتنا الكبرى و( نبطل)
نوح ونهجع قليلاً ( اشويه )‘
لنتأمل مصيرنا القادم؟.