رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي
كيف يمكن ان تترسخ تقاليد القيادة الواعية،
في مجتمع لا يؤمن بالوعي،
والمعرفة والفكر والعقلانية‘
مجتمع لا تتحكم به الافكار وانما الغرائز والرغبات المزاجية‘
والخرافات والشعوذة والضغائن وتصفية الحسابات،
والدسائس والاستعراض والغطرسة والجهل.
والجهل هنا لا يعني عدم المعرفة‘
وانما السلوك الشرير والعدواني.
هل ممكن بروز قيادة واعية في بيئة ورحم غير نظيف‘
مثل مظاهر الوشاية والشك والاحتيال والنفاق والفساد.
عندما تبرز شخصية قيادية ووطنية بمعايير النزاهة والشرف‘
فأنت لست بحاجة لتعديل دستور او حتى الى الدستور نفسه،
لست مضطراً لتغييره او حذف فقراته.
لانه ممكن للمجتمع ان يعيش على اساس القوانين والمباديء ‘
المنصوصة بأرداة جماعية دون الحاجة الى دستور ‘
ولكن على يد قيادة واعية ‘
كما في الكثير من بلدان العالم المتحضر ‘
الدستور العراقي منذ كتابته وهو يدعو على الاهتمام،
بالانسان وحياة الناس.
لكن حقيقة الامر ان هذا الانسان ‘
وعلى مستوى الواقع يعاني ومسحوق بالفاقة والاهمال‘
والنسيان وانواع كثيرة من القهر والاستلاب.
في وضعنا الراهن لا يمكن ان يكون الحل بتوافق سياسي‘
فهذا الامر مدخل الى تجاذبات وصراعات واخذ ورد،
لكن الامر بحاجة الى توافق اجتماعي.
من خلال مجتمع متماسك ومتمسك بمفاهيم الخير‘
والحب وحسن الظن والوفاء‘
لكي تكون هذه المفاهيم جدار الصد الاساسي،
من اي انهيار او صدمة مباغتة.
لا تتشكل مفاهيم العالم والامم من فوق‘
بل من ارضية مجتمعية خصبة‘
ثم ترتفع وتصعد من هذه الارضية‘
عقول واعية تشكل مؤسسات وارادات وقوانين،
ولكن ليس قبل تهديم الاسس الاجتماعية المريضة،
التي تأسست عليها ثقافة الاستحواذ والسيطرة،
والملكية والحيازة حتى ولو على كرسي متهالك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *