وسام رشيد
عام 2014 اطلق رئيس كتلة المواطن في حينها عمار الحكيم مبادرة تحت عنوان انبارنا الصامدة، شهدت الساحة السياسة بعدها هجوماً منقطع النظير على هذه المبادرة وعلى الحكيم بالذات من قبل قوى سنية وشيعية على حدٍ سواء بقيادة تحالف دولة القانون، وانصاره ومؤيديه من مختلف الجهات السياسية والمكونات.
كان المالكي يحاول دائماً ان يُغطي على فشل سياساته بافتعال ازمات ومشاكل شخصية او ثانوية مع جهات وشخصيات سياسية وحزبية يعتقد انها تقف بوجه نفوذه وتطلعاته.
عدد غير قليل من المسؤولين المحليين في محافظة الانبار آنذاك رفضوا المبادرة، كان البعض منهم ينتمي الى تيار الحزب الاسلامي القابض على الحياة المجتمعية والسياسية في المدينة.
كانت الحسابات غير العملية للرافضين تنتهي بصورة نمطية تكررت كثيراً مع كل محاولة لكسر الجمود الحاصل في العملية السياسية، وطرق معالجتها، والتي كانت تعتبر محاولات غاشمة لقوى منافسة تحاول الاطاحة بكيانات مناضلة ادت ادواراً تأريخية في مقارعة النظام السابق، ومصادرة فكرة التأريخ الناصع يعتبر جريمة سياسية يجب مجابهتها بأي ثمن.
المادة المؤثرة في جمهور المناطق الوسطى
والجنوبية هو التذكير بعودة البيئة البعثية الظالمة، وهذا ما يعتقده الساسة في العراق منطلقاً لكبح اي محاولة للقفز على هذه العقدة التأريخية عبر خطاب وطني بعيد عن التموضع الطائفي، وهو احدى الصور السيئة والتي تعتبر تهمة جاهزة لاي نموذج مبسط لاختلاف سياسي وان كان جزئي.
لقد حقق الساسة في احزاب حرس العملية السياسية القديم نموذجاً من الانفراد في ادارة الدولة، غير قابل للتصحيح او التجديد، ولا يستمع لنصائح الشركاء الاكثر تفهماً للواقع، واقل تأثيراً في انماط السلوك المقاد الى التأريخ المظلم في العراق المعاصر.
منطق الحكم المباشر والولاءات سادت اعوام طويلة للعملية السياسية، مثلتها تيارات واسعة وقوية، لكنها ابتعدت كثيراً عن الواقعية، واعتمدت في المناطق الغربية اشكالاً موحدة غير قابلة للتغيير او استيعاب الاخر، وهي تيارات فئوية مارس اغلبها الاخطاء دون رادع.
وصل الكثير من العراقيين الان الى قناعة في ان التغيير يكون من داخل العملية السياسية، بل اصبحت من الثوابت في الرؤية السياسية لعامة الناس، وكلذلك القوى السياسية التي تعتقد بضرورة التغيير النمطي والتدريجي لكل جوانب الحكم وسلوكيات الاجهزة التنفيذية، والتشريعية، وحتى النظم المجتمعية القابلة للتحديث والتي يرتبط بنائها مع فلسفة النظام الحاكم.
نبذ الطائفية وابعاد تسخير المتبنيات العقائدية واقحامها في السياسة اصبحت مطالب راسخة على طول مساحة التعبير وبمختلف الوسائل للمواطنين، والواقع ان خطاب الدولة يختلف عن خطاب السلطة والرهان الان على من يستمر في حشد الناس حول القانون وسيادة مؤسسات الحكومة.
الواقع والذي يقره الكثير من المتابعين ان اداء الحلبوسي في محافظة الانبار يشير الى تبني مفاهيم مختلفة عن النمط السائد والسابق للسلطة، وتجسد بعدة صور ومشاهد وهو تثبيت عقيدة المواطنة والقرار العراقي لابناء الداخل، وتشجيع الحوار المحلي، والتركيز على المشتركات والبناء بغض النظر عن الايدلوجيات.
ذات النمط يتشاطر معه الحكيم في سلوك الحكمة منذ التأسيس الى الان حتى ان مساحة مقبوليته زادت بشكل ملفت للنظر بين المهتمين والحراكات المجتمعية والسياسية الناشطة.
تحالف غير معلن لكنه ترسيخ لمبادىء عمل قد لا يختلف عليها المواطنون اذا انتجت نموذج حكم بحلّة وطنية خالصة تعتمد الاعمار وانقاذ مستقبل ابنائه.