البركست وصراع الأجيال
كتب : علاء الخطيب
ينتظر الشعب البريطاني اليوم ببالغ القلق نتائج التصويت على عملية الخروج من الاتحاد الأوربي.
تقف بريطانيا على مفترق طرق وهي مهددة بالتقسيم , فقد طرحوا حلاً ان اخذوا به هلكوا وان تركوه هلكوا وقد وصفته الصحافة البريطانية بالانتحار السياسي ، فهناك صراع اجيال وكل منهم يريد ان ينتصر على الآخر ،فهل سينتصر الشباب لمستقبلهم ام سيسترجع الكبار ماضيهم . فلو القينا نظرة على خارطة التصويت لرأينا ذلك بوضوح فالذين صوتوا للخروج هم كبار السن من ابناء المدن الصغيرة والأرياف ومن المحافظين تحديداً ، اذ صوتت انگلترا وويلز على الخروج بينما صوتت إسكتلندا وإيرلندا على البقاء ، وصوتت لندن وكبريات المدن الانگليزية على البقاء , واغلب الشباب يرفضون الخروج ، واليوم المتحمسون للخروج هم الأجيال الكبيرة التي تختزن في ذاكرتها صورة بريطانيا العظمى المملكة التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس ، بينما جيل الشباب لا يتذكر سوى الوحدة الأوربية وزوال الحدود وذوبان الجغرافيا ، الذين شاهدوا اوربا واحدة قوية .
كابوس الخروج سيلاحق البريطانيين سواء خرجوا ام بقوا.
ربما لأول مرة نشاهد بريطانيا بهذا المأزق التاريخي المفصلي ، فهناك تهديدات من قبل أيرلندا بالانفصال ، وكذا إسكتلندا تريد طرح تصويت جديد على بقائها ضمن المملكة المتحدة فيما اذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وهذا الوضع يضع بريطانيا على المحك وفي دائرة الخطر ، لكن النقطة الأهم هي ان زمام الأمر فلت من الجميع ، لا البرلمان قادر على حسم الأمر ولا السيدة مي رئيسة الوزراء صاحبة القرار النهائي ، سيما وان هناك تعتنت أوربي ورفض لأي طرح بريطاني يحفظ ماء وجهها ، فقد رفض الأوربيون تطبيق النموذج النرويجي على بريطانيا وكذلك رفضوا إعطاء مكتسبات وميزات بعض الدول الأخرى .
فماذا سيفعل البرلمان اليوم هذا هو السؤال الأهم ومن سيحسم الجدل بين الأجيال ؟؟
Sent from my iPhone