كتب رياض الفرطوسي
يمتاز الغرب بمخططاته الاستراتيجية‘
في تفكيك وتمزيق الشعوب الحية.
وتحويلها الى قطعان هائمة على الارض بلا هدف وبلا مصير وبلا غاية.
الشعب العراقي ينتمي الى مكونات مختلفة عشائرية وعقائدية واثنية وقومية.
وكانت اسهل عملية لأقتلاع العراقي من تماسكه الوطني هو من خلال‘
تفكيك بنية المكونات العضوية للمجتمع وجعل ولاءاتها‘
تتشتت في مختلف الاتجاهات عبر اضعاف كل مكون والاستفراد به.
حيث فقدت تلك المكونات عناصر اساسية في تضامنها‘
السياسي والاجتماعي والثقافي واصبح كل مكون يفكر‘
في اطار ذاتي خوفا من ان يتم ابتلاعه من قبل المكونات الاخرى.
وفي نهاية المطاف خسرت كل هذه القوى والمكونات وجودها الحقيقي‘
الذي يفترض ان يكون وجودا متماسكا والجامع هو هوية الوطن.
لكن ما حصل هو اننا نندثر كمكونات وقوى.
ولن تبقى الا مصالح ونفوذ الدول الغربية وسياساتها الاستراتيجية‘
عبر فن ادارة الازمات والسيطرة عليها.
وهو نوع من الاستعمار الجديد.
الموضوع يتم تطبيقة في سورية والعراق واليمن وليبيا .. الخ.
لكن بسبب الاحباط والفوضى والمآسي والخيبات.
لم يعد احد يشعر بما وصلنا له من تفسخ وتفكك وانحلال.
لأن الوطن الحقيقي هو من تجد ذاتك فيه.
هو الامان والمستقبل والحاضر.
هو السعادة والدفء والحياة والامل.
هو المنزل والمقهى والشارع والكتاب.
هو المفهوم والمنهج واللغة والسلوك.
هو القانون والعدالة والانصاف والمحبة.
هذا هو الوجه الحقيقي للوطن.
لكن بعض من الطبقة السياسية ( المترفة )‘
تلتزم حالة من الهدوء والسكون مكتفية بالمتابعة والاسترخاء.
وقسم منهم مشغول بعمليات زراعة الشعر واستعمال الاصباغ.
وشد عضلات الوجه المتهدلة ‘ وتجميل الانف.
لكنهم غير مستعدين لتجميل( وجه الوطن او وجه النظام)‘
الذي اصبح وجها شاحبا وفقيرا.
ولا يهمهم سوى ان تبقى الامور كما هي عليه الان‘
من اجل المحافظة على مصالحهم ونفوذهم.
لأن اي تغيير او تحديث يجعلهم يفقدون امتيازاتهم‘
في الثروة والسلطة والوجاهة.
ما يجري اليوم هو تعبير حقيقي لما وصلنا اليه‘
من امراض مستشرية سواء كانت‘
اجتماعية او سياسية او ثقافية تأخذ اشكال‘
الابتذال والسحق والهيمنة وتفشي القبلية والتجهيل‘
وحرب الابادة المنظمة على كل المستويات والصعد.
تلك هي ( تجليباتنا ) وقوافيها واشطرها.
( اجلبنك يليلي والنجوم اشهود
ارعى للصبح واحسب ورد اردود
لو هادن عيوني الروح جيف تهود
مدام تلوج من دهري ومصاعيبه
اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه).