كتب : وفيق السامرائي
لقد ارتكب ترامب أخطاء استراتيجية كبيرة في (الشرق الأوسط) ستدفع أميركا ثمنها ثقيلا، وجاء بايدن بنهج مختلف ورمى أوراقه على طاولة مكشوفة، وباتت غاياته ونياته واضحة، وكأنه سيقول لأصدقائه الإقليميين الباحثين عن تعدد في علاقاتهم الخارجية الروسية الصينية الأميركية: (إما معنا أو علينا).
وتبدو إيران مصممة على ربط التزام نووي برفع العقوبات، والاحتفاظ ببرامجها الصاروخية بمديات تصل إلى البحرين الأحمر والمتوسط، لمجابهة تهديد طائرات الشبح، وللردع الاستراتيجي الإقليمي..، وترك الملفات الأخرى خارج الطاولة. ويتضح من سياق التطورات وجود مؤشرات على تقبُّلٍ أميركي بعدم تهديد الطروحات الإيرانية هذه /أُعلِنت أم لم تُعلَنَ/ للمصالح الأميركية.
التوجه الأميركي قوبل بتلميحات غير مسبوقة من قبل بعض دول غرب الخليج رغم حالة الهدوء الظاهري، وظهرت آراء تطالب (بالاستعداد). واستغل الروس حالة الصدمة لمحاولة تقوية علاقاتهم/ دورهم/ غرب الخليج بسرعة.
وخلاف الاستراتيجية الصينية، لم تؤخر توجهات روسيا في شرق وشمال أوروبا وجنوب شرق آسيا اعطاءها الاسبقية لمحاولة التغلغل في مياه الخليج الدافئة.
وضمن إطار ماورد، لن تستطع أميركا تكرار تجربة التفرد بعيدا عن كبار الحلفاء، وستضطر إلى العمل وفق تسلسل أخطر الأسبقيات، وحذف أسماء دول من قائمة الأعداء، والعمل وفق تقدير موقف واقعي، وتجنب زج قواتها في الصراعات المسلحة المتناثرة أو التلويح بالحرب، وإلا سترحل بعيدا عن الخليج وهو خيار صعب، وفي كل الأحوال سنرى معادلات خليجية أخرى.