وكالات / كلمة

 

تشهد تركيا تراجعاً كبيراً في سعر صرف الليرة ، يتزامن ذلك مع التضخم الكبير الذي تشهده البلاد ، مما يزيد من حالة الفقر المتنامي .
ومن المعروف ان مؤيدي اوردغان وقاعدته الشعبية هم من الطبقة الوسطى والفقيرة ، وهي الشريحة الاكثر تضرراً من تردي الحالة الاقتصادية، مما يسبب ذلك تآكل شعبية الرئيس.
اوردغان بدوره شعر بالخطر ، ووجهت له انتقادات لاذعة ، وهو يرى اقتصاد بلاده الهش يتراجع وان ازمة كورونا لازالت مستمرة ، وتركيا تعاني من ازدياد في عدد الاصابات . كما تعاني من ارتفاع في اسعار السلع
لذا وجه اتهامات مباشرة للتجار أو ”جماعات الضغط“ بجني أرباح غير عادلة ما اعتبره محللون محاولة منه لخلق ”أعداء خياليين“.
ويؤكد مراقبون أنّ على الأتراك التعود على التعامل مع الارتفاع اليومي للأسعار الذي شمل جميع المنتجات وتسلل حتى إلى الأسواق المعروفة بأن أسعارها مقبولة وسط البلدة القديمة باسطنبول.
وهلى سبيل المثال إنّ ”زيت الزيتون ارتفع سعره بشكل خيالي حتى قال عنه احد المواطنين انه الآن يساوي الذهب“ هذه السخرية تخفي مأساة العديد من الأتراك ذوي الدخل المتواضع الذين سقطوا فجأة تحت خط الفقر والذين أصبح العثور على شيء يأكلونه صراعًا يوميًا“.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر في أبريل / نيسان 2020 يعيش 13.9 ٪ من سكان تركيا تحت خط الفقر الوطني الذي تم تحديده عند 4.3 دولار في اليوم للشخص الواحد.
تقول احدى العاملات في مؤسسة شبكة الفقر العميق السيدة هاجر فوجو، ”أنا أعمل منذ عشرين عامًا في الأحياء الفقيرة لمساعدة الناس المعرضين للخطر، لم يكن الوصول إلى الغذاء مشكلة كما هو اليوم، في الماضي إذا لم يكن لديك طعام كنت ستطلب من الجيران لكن اليوم الجيران ليس لديهم أي شيء أيضًا“ وفق تأكيدها.

وتعيش معظم هذه الأحياء في حظائر بناء أو جامعين للنفايات ليتم إعادة تدويرها بينما يحاول النساء والأطفال كسب لقمة العيش كبائعين متجولين، وتقول السيدة فوجو: ”من الآن فصاعدًا لا يؤثر الفقر على أولئك الذين كانوا دائمًا غير مستقرين فحسب بل يؤثر أيضًا على الدوائر التي يعتقد أنها محمية منه، الناس الذين وجدوا أنفسهم فجأة عاطلين عن العمل أو الذين لم يطلبوا أبدًا مساعدة غذائية يأتون إلينا“.
من جانب اخر هناك تذمر كبير في الشارع التركي من سياسات الحكومة التي يتهمونها بعدم الاهتمام وهم يقللون من خطر انهيار الاقتصاد ويعدونه وهماً غير موجود .
يشار الى ان مقطع الفيديو الذي ظهر فيه تاجرًا يخبر الرئيس رجب طيب أردوغان أنه ”لم يعد بإمكانه إحضار الخبز إلى المنزل“ أثار ضجة كبيرة فأجاب رئيس الدولة ”يبدو الأمر مبالغا فيه“.
يقول المراقبون ان الصعوبات الاقتصادية قد تؤدي إلى تآكل شعبية اوردغان الانتخابية وانه سيخسر الانتخابات ، لكن الرئيس أردوغان يرسم في خطاباته تركيا المختلفة عن الغرب والطامحة لتصبح ”أحد أكبر الاقتصادات في العالم“.
يقول الدكتور إرينك يلدان، أستاذ الاقتصاد في جامعة قادر هاس في اسطنبول إن السياسات النقدية السيئة التي انتهجتها الحكومة و التي فضلت النمو القائم على المديونية وانعدام الثقة في الأسواق هي السبب الجذري في ارتفاع التضخم. ويوضح قائلاً ”كان التضخم رسميًا 14.6٪ في عام 2020 لكن هذا الرقم ليس سوى متوسط، إنه أعلى بكثير عند حوالي 22٪ للمنتجات الغذائية التي تشكل الجزء الأكبر من إنفاق السكان ذوي الدخل المتواضع“ ووفقًا للخبير الاقتصادي بلغت الزيادة التراكمية في الأسعار منذ عام 2018 للمنتجات الغذائية 55٪.
وعلّق يلدان على اتهام اوردغان للتجار بالاستغلال والاحتكار. ”نحن نخلق أعداء وهميين لمنع تحول السخط إلى رد فعل ضد الحكومة“.
ومن المتوقع أن يعلن رئيس الدولة التركي إصلاحات في محاولة لاستعادة الاقتصاد، من المقرر تقديم مساعدات للمستثمرين فضلاً عن خفض الإنفاق العام لكن الخبراء لا يزالون متشككين، وقال يلدان ”تحاول تركيا أن تجد طريقها في الضباب لأن المؤسسات قد هُدمت، نحن ننقذ الأثاث فقط، هناك مشكلة حوكمة حقيقية“ وفق تعبيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *