رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي
عرضت احدى القنوات العراقية اليوم‘
برنامجاً عن حالة انتشار المخدرات‘
وسط شريحة مهمة من الناس وهم الشباب.
واظهر التقرير طرق تعاطي هؤلاء‘
شماً او شرباً او حقناً.
هناك حالات ادمان بعضها اصبح مستعصياً.
هذه الظاهرة الغريبة والشاذه على مجتمعنا‘
الذي ادمن سابقاً على القسوة والاضطهاد‘
والبشاعة والظلم والخوف والاستباحة.
وظل هذا المجتمع يعيش حلم‘
التغيير لمستقبل مشرق وسعيد فيه تصان‘
الكرامة والعدالة والقانون.
اصبحت مظاهر الادمان اكثر شيوعاً مع تزايد حالات القلق‘
النفسي وصعوبات الحياة والظروف القاسية.
ان اللجوء لحالات الانتشاء والخيال وتخدير العقل
لا تقتصر على مرضى التعاطي مع الكريستال‘
والحشيشة والترياق والحبوب المخدرة والمهلوسة.
الذين يجدون متعة كبيرة في النسيان‘
( وتخدير الجمجمة ) ومتعة الخيال.
بل هناك من ينتشي بكتابة المذكرات والخطابات.
اخرون ينتشون بمقابلاتهم التلفزيونية المصورة.
البعض الاخر ينتشي بالنميمة والقيل والقال‘
والوشاية ونقل الاخبار عن هذا وذاك.
اخرون يعيشون حالة انتشاء واحتضان للمنصب وللموقع.
حيث ادمنوا على ذلك ايما ادمان.
مكاتب وكراسي وحاشية وسيارات وفخامة وتبجيل‘
وهواتف لا تهدأ وعلاقات وسهرات وصفقات وعزومات ودعوات.
‘بعضهم يدرك داخليا انه لا يصلح ان يكون سائس خيل
او بائع مخضر في سوق ( العلوه ).
في المركز الطبي الخاص بمعالجة المدمنين‘
بعض نزلاء المركز كانوا يهربون من مواجهة الواقع‘
فقاموا ببناء واقع جديد خاص بهم‘
فشكلوا علاقة نفسية وعاطفية بينهم وبين المخدرات.
منهم من تقمص في عالم الانتشاء والسلطنة شخصية‘
كلكامش او نبوخذ نصر او هتلر او صدام او داخل حسن‘
او عبادي العماري او سلمان المنكوب.
مع ان هذا المركز ( هو نفسه بحاجة لمعالجات )‘
تتعلق بالكادر الطبي ووضع البرامج والخطط العلمية‘
المدروسة التي تعيد هؤلاء الضحايا للحياة من جديد.
في حين ان معظم هؤلاء الكوادر يعيشون حالات من‘
الهستيريا والمزاجية والازدواجية والتوتر والانفعال.
مثلهم مثل اي شخصية عراقية تعيش تحولات مختلفة
في طبيعة السلوك والتفكير ونمط الحياة.
حيث البعض عبارة عن ( مسوخ ) ولكن بهية بشرية‘
وهم اكثر خطورة على المجتمع من المدمنين ( والمكبسلين).
علينا ان لا نستغرب البتة عندما نشاهد بعض الساسة‘
وهم في حالة من الانتشاء والخيال يخطبون من وراء‘
المنصات ويقيمون احتفالات كبرى يتحدثون عن‘
وطن الرخاء والمستقبل والحياة الامنة والرغيد‘ة
وتحت هذه المنصات يجلس بعض اولاد الخايبة.
يتعاطون السموم والمخدرات ويستحضرون
داخل حسن وهو يصدح‘
( يا لها اشلاهيك عنا يا لها ..
يا لها تعود الليالي يا لهـــــــــــــــــــــــا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *