رقيق عبد الله

ان الذاكرة الثقافة لفكرنا العربي انشغلت بضبط المفاهيم وفق مسارها الأيديولوجي المعتمد على العقل الترادفي الشعري و ليس العلمي. ان الجدل كمفهوم مركزي وُظف للمناكفة ومن ثم الاستبعاد ،في حين أن الجدل الديالكتيك هو الحركة الذهنية بين الموضوعات و عند افلاطون هو حركة الفكر من المحسوس الى المعقول ومن المعقول الى المحسوس و هي الموصلة للحقيقة. أن هيجل حين طرح الإطار المجرد للأشياء واعطى أولوية الفكر عن الواقع عكس ماركس الذي أعطى أولوية الواقع المادي عن الفكرة عبر الجدلية المادية والجدلية التاريخية وفق القوانين الثلاث سلب السلب وحدة الاضداد و صراعها و الانتقال من التحول الكمي الى التحول الكيفي، كان يقع في التحيز المعرفي الذي عبر عنه كل من ديفيد دونينغ وجوستن كروكر انه ينتج من وهم داخلي في الأشخاص ذوي القدرة المنخفضة، ومن سوء فهم خارجي في الأشخاص ذوي القدرة العالية. في حين إنه يمكن لفرد ذو الكفاءة العالية أن يفترض خطأ أن مهاما معينة سهلة الأداء بالنسبة له، وبالتالي فهي أيضا سهلة الأداء بالنسبة للاخرين. أن ماركس الغى تاثير الفكرة و رسم مجتمع نهائي ينعدم فيه الخير والشر بقاعدة مادية لشيوعها ولم ينفي الموت الذي هو آلية تطور، و وقع كما وقع العقل المكون العربي في الأنوسوقنوسيا anosognosia وهي العجز على ادراك العاهة ومنه عدم ادراك الادراك .
ان مجتمعاتنا كانت يجب أن تعرف فيما إذا كان تعرف او لا تعرف ان الكون و الانسان يخضعان لقانون الجدل و الصراع و منه يكون التطور و فهم الاخر لا إلغائه مستخدم للعقلانية و حكمتها لا منشغل بأوهام الشعور و الوجدان، منطلقا من ذاته مدركا عبر الادراك لما يشعر و يعيش قبل ان يتمنى و يأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *