كتب : علاء الخطيب
رغم اعلان الرئيس الامريكي جو بايدن الانخراط في مسار العودة لمفاوضات الملف النووي الايراني ، وتصريح وزير خارجيته بالرغبة الامريكية المشروطة بايفاء ايران بالتزاماتها، والتي سبقت ذلك كله الاتصال الهاتفي الذي قامت به السيد ميركل بالرئيس روحاني ، إلا ان صافرة البداية لم تبدأ بعد .
فالولايات المتحدة تصر على تراجع ايران عن خطواتها التي قامت بها مؤخراً وان تفي بشروط الاتفاق بالكامل ، لكي تحدد موعداً للجلوس على طاولة الحوار ، ايران هيالاخرى تقول ان حجز مقاعد الجلوس على الطاولة مرهون برفع الولايات المتحدة العقوبات عنها، والتي تعتبرها بادرة حسن نية تجاهها.
وبين معادلة البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة ، يطالب وزير الخارجيةا لايراني بكفيل اوربي يضمن التزام امريكا برفع العقوبات والتنسيق بين الجانبين وهوامر قد يكون شكلياً. او تحصيل حاصل كما يسمى .
لكن يبدو من خلال هذا السجال ان ازمة الثقة بين الطرفين ليست المحرك الاساس لهذا التنازع في اتخاذ الخطوة الاولى .
بل هناك اسباب اخرى ربما تخص الجانب الايراني.
فطهران لديها الرغبة ان تبادر هي اولاً ، برغم التصريحات الرنانة التي تطلقها لكنالواقع يقول انها تريد ان تنهي هذه الازمة عاجلاً، لكنها متخوفة من جانب وتريد ان تعكس صورة اقتدارها امام شعبها من جانب اخر .
فايران المحاصرة و المنهوكة اقتصاديا تحتاج الى رفع معنوياتها الداخلية واثباتقدرتها على فرض شروطها على الامريكان ولو ظاهريا .
لذا طالب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوربي جوزيب بوريل بالتنسيق والاعداد للمفاوضات .
وطلب السيد ظريف جاء بعد اجتماع الدول الاعضاء في الاتفاق النووي الذين اكدوا الحفاظ على الاتفاق كما اكدوا على التزامهم به.
كما جاء عقب تغريدة السيد جوزيب التي قال فيها : ان اننا اتفقنا بشان معالجةالتحديات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق النووي بما في ذلك الحد من انتشار السلاح النووي والالتزام بالغاء الحظر (المفروض على ايران).
وبعد هذه التصريحات الاوربية المؤكدة والداعمة للعودة ، لم يعد هناك ضرورة لطلب السيد ظريف من منسق الشؤون الخارجية بالتنسيق في المفاوضات سوى الرسالة الداخلية للايرانيين التي ذكرناها ، فالاتحاد الاوربي قد لعب دور المنسق عام 2015 وهوالشريك الاساس في الاتفاق ، وسيلعب هذا الدور مستقبلاً .
فدول الاتحاد لم يكونوا على توافق مع خطوة الانسحاب من الاتفاق التي قام بهاالرئيس ترامب ، لذا من الطبيعي ان يكون الاوربيون متحمسين لترميم ما افسده ترامب .
وهناك أسباب اخرى ستجعل الاوربيين والامريكان مبادرين لأول اشارة ايرانية ، منها الشركات الاوربية التي توقف عملها بسبب العقوبات المفروضة على ايران والتي كبدهاخسائر كبيرة ، فهي تريد عودة نشاطها باعتبارها ايران الارض المتلهفة لمثل هذهالشركات .
ومن جانب ثانٍ لغلق الطريق امام الشركات الصينية التي بدأت تنشر اذرعها في ايران مستغلةً الفراغ الاوربي .
وربما هناك سبب ثالث ، وهو التخوف من عودة طالبان التي تتمتع بعلاقة جيدة مع ايران ، كما اشيع مؤخراً . فايران يمكنها ان تكون صمام امان امام اي خطر من جانب طالبان .
ولعل التوق في انهاء هذا الملف هو للتفرغ لمواجهة الصين وروسيا ، التي قال عنها الرئيس بايدن ان المواجهة ستكون قصوى وقوية .
فالملف الايراني وخطوة البدء ليست مهمة بقدر اهمية الموافقة على استئناف الحوار ،وتحييد ايران في الصراع القادم بين الاقطاب .
وسنسمع في القريب عن موعد ومكان جلسة البدء بالمفاوضات ، وسينتهي ملف اليمن والعراق وسوريا، كما سيتم الاتفاق حول الملف الفلسطيني .
وسيبدأ الطرفان بالخطوة الاولى سوياً .