كتب : رياض الفرطوسي
ايها الشعب العظيم ..
رغم التحديات الصعبة والظروف الاستثنائية
التي تمر بها الجمهورية
فقد حققنا انجازات كبيرة وبوقت قياسي
لم تستطع ان تقوم بها كل الانظمة السابقة
لقد وضعنا امام اعيننا احلام الفقراء المؤجلة
واليّنا على تحقيقها بشجاعة وصبر وثقة
حيث وفرنا سكن لائق لكل مواطن
سواء كان هذا المواطن يعيش في كوخ او قرية
او ناحية او زريبة او صريفة او تجاوز
وقد فتحنا صالات رياضية مجانية للمراهقين
والمعاقين والنساء اضافة الى مسابح داخلية
وخارجية على مستوى عال من التقنية والتنظيم
لم يعد في هذه الجمهورية اي تفاوت طبقي
فقد ساوينا بين كل الطبقات الاجتماعية
على مستوى العدالة الاجتماعية والحرية
والرواتب والمخصصات ولم يعد هناك مواطن درجة اولى
ومواطن درجة ثانية الكل سواسية امام القانون الصارم
فتحنا مطاعم مدعومة من الدولة للجماهير بأسعار مخفّضة
لتتمكن العوائل المتعففة من ان يكون لها نصيب من ازدهار الجمهورية
انشئنا مراكز طبية نفسية مهمتها تحرير الناس من كل العقد
المتراكمة خلال الحقب الماضية ليستطيع المواطن
التصالح مع نفسه ومع الواقع
فتحنا في كل حي ومنطقة ومحافظة نوادي ثقافية وفكرية
مهمتها توعية الناس بضرورة التوقف عن الخوف
او مجاملة اي مسؤول او صاحب دكان او صاحب شركة او صاحب تيار
وان يكون العقل والفكر هو مقياس علاقة الناس مع بعضها
لم يعد هناك اي انسان بلا ماؤى او طعام او رعاية صحية
مهما كانت توجهاته الفكرية وانتماءاته العقائدية
وبغض النظر اذا كان كاهن او حشاش
قدمنا تسهيلات كبيرة ( لكل رعايا الجمهوية المغتربين)
بالعودة الى بلادهم واصبح متاحا الاستفادة من طاقاتهم
العلمية والفكرية في عملية البناء والنهوض التي تشهدها الجمهورية
استيعاب الطاقات البشرية الوطنية في الصناعات المحلية
بما في ذلك صناعة السيارات والطائرات المدنية
ومصانع التغذية والزراعة واستغلال المساحات المفتوحة
للتشجير والمتنزهات العامة
واصبح من مباهج الجمهورية سلاسة المعاملات الرسمية
بدون واسطات او تدخلات او رشوة .
يمكنك السفر من الان وصاعدا لجميع الدول
بعد ان اصبح جواز الجمهورية له قيمة بين دول العالم
لم يعد برلمان الجمهورية يناقش الاشياء البسيطة
او يسمح بالصراخ وضرب النواب بعضهم للبعض الاخر بقناني الماء
ويمنع اتخاذ اي قرار مصيري في الغرف الضيقة والخاصة
ايقاف كل اشكال العزل بما في ذلك عزل النخب السياسية بمنطقة محددة
بعيدا عن الناس بل يجب ان يكونوا جزءا من واقع الناس وحياتهم.
ينتهي الفصل الاول من المسرحية وتغلق الستارة ويصفق الجمهور
رياض الفرطوسي