هدايا الكويت؟
ثمة اسئلة تثار في أي زيارة خارجية لمسؤول عراقي الى دول الجوار ، هل الزيارة تصب في مصلحة العراق ، وهل مثل هذه الزيارات ضرورية؟ ، وهل التواصل مع دول الجوار ايجابياً ؟ وثمة اتهامات وتكهنات وتحليلات فيسبوكية تشغل الرأي العام كذلك ، وتجعلمن الجميع محللين سياسيين، وهي المهنة الاكثر توفراً في الشارع العراقي اليوم.
بالتأكيد العراق يمر بحالة استثنائية تحتاج الى علاقات اقليمية وعربية، للخروج منازمته الحالية ، فقُصر النظر والعيش في زنزانات الشك والكراهية وعقد الماضي لنيفضي الى البناء وتأسيس لعلاقات حسن جوار تنعكس على الداخل العراقي بالامنوالاستقرار .
فهناك حقيقة لابد من الاعتراف بها هو اننا بحاجة لـ جوارنا الجغرافي بكل اطيافه، ولامصلحة للعراق باستعداء جيرانه.
فالتواصل ضرورة ملحة والزيارات المتبادلة و الشراكة في الفعاليات الرياضة والثقافيةوالفنية هي جسور مهمة يجب ان ينظر لها بايجابية.
و بالرغم مما أثير ويثار على زيارة السيد رئيس مجلس النواب ونائبه الى الكويت ، إلاأننا لابد ان نناقش الزيارة ومخرجاتها بموضوعية ، بعيداً عن الماضي وسيئاته.
العراق يريد ان يفتح صفحة جديدة من العلاقات مع جيرانه واشقائه ، فهو يعلم علم اليقين ان لا استقرار وأمن دون التصالح مع الواقع الاقليمي .
فهناك ايمان راسخ لدى بعض الساسة ان زمن العنتريات قد ولى وان ضجيج الشعاراتالبائسة رحل دون رجعة .
للاسف لم يكلف احدهم نفسه بالسؤال عن مخرجات الزيارة وماذا حققت ولماذا فيهذا الوقت ؟
والكثير انشغل بحدث جانبي لا علاقة له بالجانب الرسمي للزيارة وهو الهديا التيقدمت لرئيس المجلس. ونائبه في جلسة غير رسمية لعراقيين مقيمين وشيوخ عشائررغبوا في تكريم الضيوف على طريقتهم العفوية الخاصة .
فلو كانت الهدايا رشاوي كما زعم البعض ، لما قدمت بهذه الصورة العلنية وبكيسصغير يدل على البساطة والعفوية .
لم يقصد المستضيفون سوى الترحيب بضيوفهم، في ديوان خاص ويظهر ذلك منالصورة المعلقة خلف الضيوف وطريقة الجلوس ، وكل ما في المكان كان يوحي بعدمالرسمية ، كثرة المدعويين والشخص الذي يمسك بالمايكرفون للترحيب بالسيدالحلبوسي والكعبي ، الى اخره من المشاهد التي تدل على. عدم رسمية الجلسة .
وكما ذُكر ان الزيارة جائت تلبية لدعوة مقدمة من دولة الكويت ، واستقبل الوفد العراقيبحفاوة من اعلى المستويات ، وهذا دليل اضافي على اهمية الزيارة.
الامر الاخر كان من الاجدر ان نتسائل عن مخرجات الزيارة ونتائجها.
فالجميع يعلم ان الوضع الاقتصادي للبلد في وضع حرج، يحتاج الى مساعٍ حثيثةللخروج من الازمة والتي تتحدث عنها التقارير العالمية بانها قد تؤدي لا سمح الله الىاقتتال داخلي وعنف مسلح .
ونعلم كذلك ما خلفه النظام السابق من سيئات وكوارث لابد من ترميمها.
فالزيارة اتت اكلها، اذ وافقت الكويت على تأجيل دفعات التعويضات والديونالمستحقة بذمة العراق اثر غزو الكويت للتخفيف من حدة الأزمة المالية والوضعالاقتصادي الذي يمر به بلدنا“.
وتم بحث تفعيل اللجنة الوزارية العليا بين الطرفين، والخاصة برسم الحدود والمعطلةلاكثر من سنتين، كما جرى تشكيل لجنة نيابية مشتركة لمتابعة وتسريع الإجراءاتالحكومية في مجال الاستثمار والتجارة والسوق الحرة المشتركة، وفتح الحدود البريةامام المقيمين في الكويت وتسهيل منح تأشيرة الدخول لرجال الاعمال والتجار من كلاالبلدين“.
وبالتالي علينا ان نترك العواطف وننظر بواقعية سياسية للاحداث وان نساهم بشكلحقيقي في صناعة المستقبل .