كتب رياض الفرطوسي
لا يمكن تبرير تفجيرات باب الشرقي بعيداً‘
عن الصراعات ( صراعات المفاهيم والافكار والقناعات).
العراق المشتعل بالازمات وضخ هائل من الخلافات‘
تبرز جلياً من على شاشات الاعلام والصحف والقنوات‘
وكأن هذه الاجواء المحتقنه هي ايذان ببداية‘
جديدة لمسلسل القتل المجاني للابرياء.
هذه الحروب في جوهرها وتصميمها مصنوعة بعقلية تكفيرية‘
تؤمن بصفاء ونقاء الجنس الطائفي والذي لا يسمح بوجود‘
او ظهور اي عقائد اخرى تنافسه او تختلف معه.
في مقابل ذلك يتم تضخيم كل المشاكل على عاتق الطرف‘
الاخر ( الماسك بزمام السلطة )ويتم تسليط الاضواء‘
اعلامياً على ( كل اشكالات المكون تحت مفهوم السيطرة الطائفية)‘
وتسمية الاحتجاجات السلمية التي اقرها الدستور‘
على انها احتجاجات مسلحة وهذه من ابشع انواع‘
قلب الحقائق من قبل اعلام مرتزق وممول لازال يسمي‘
الجيش الوطني ( بجيش المالكي او جيش بشار الاسد ).
هذا الارهاب الموجه والمنظم كان يمارس بوجه دكتاتوري‘
ممثلا بحقبة المجرم صدام ( والذي كانت تغض الطرف عنه
دول الخليج وبعض الدول العربية ) من اجل بقاء الحكم‘
وسيطرة الاقلية الطائفية التي كانت تتحكم بمصير
الملايين وتاخذهم مرة للذبح العلني من خلال الحروب
ومرة عبر الحصار والتجويع.
لم يكن الارهاب يوماً بعيداً عن ضوابط الممولين‘
فهو تحت السيطرة والتخطيط وحسب المواقف والظروف‘
كنوع من ادارة الازمات بهدف زعزعة الاستقرار
لخلق الدولة الهشة والغير مستقرة.
وما هذه التفجيرات الانتحارية او ( السيارات المفخخة التي قد تبدا لاحقاً)‘
الا كنوع من عمليات نقل الصراع الى داخل ساحة ( المكون)‘
وهذه الاعمال تختلف من مرحلة الى اخرى حسب قواعد اللعب .
عادة يتم تسمية التفجيرات التي تاخذ ارواح الناس في الشوارع‘
انها ضرب معاقل النظام في عقر الدار‘
بالوقت الذي يتم تسمية ملاحقة اي ارهابي‘
او مجرم من قبل القوات الامنية على انها‘
ممارسات ضد حقوق الانسان.
اصبح الهدف منذ الاساس تدمير هذه الدولة‘
عبر الارهاب والذبح والتدمير والتكفير.
لابد من الاسيقاظ والانتباه خاصة من قبل
النخب الواعية واصحاب الفكرو القلم في تفكيك‘
خطاب اعادة القتل بدل الانشغال في التفاصيل‘
الاخبارية السطحية والجدالات التي لا تضيف شيئا نافعاً.
البعض لا زال يعيش فضاءات تنصيب الرئيس الامريكي
الجديد بطريقة يسيره وسهلة‘
في حين ان كادر السفارة نفسه لم يتغير‘
من حيث الاستراتيجيين والمحللين والعسكريين !!
( هو نفسه الفريق الذي كان يقدم المساعدات لداعش
وتوفير كميات كبيرة من المساعدات العسكرية لهم).
لازالت تفسيراتنا تفسيرات شعاراتية ومشهدية
ولا نقرأ الامور قراءة جذرية وعميقة‘
ولا نعرف ما يُخطط لنا.
نحن منشغلون بالبيانات وتقديم التعازي لذوي الضحايا‘
والاستنكار والشجب دون ان نتوقف عند وجوه القتلة والمجرمين‘
وهي واضحة وشاخصة ومعروفة.