كتب رياض الفرطوسي
كان المطر يهطل غزيرا ليلاً‘
وفي الصباح تحولت المنطقة التي اسكن فيها‘
الى بركة كبيرة من الماء بحيث تجد صعوبة بالغة‘
في المشي فوق الارصفة.
لكن جارنا المسؤول اتصل من خلال علاقاته‘
فحضرت سيارات خاصة بسحب الماء‘
ولم تبقى قطره ماء واحدة خلال ساعات محدودة.
في اليوم التالي صادفته اثناء عودتي للمنزل‘
وشكرته كثيراً وقلت له :
شكراً لأنك تمثل واجب الدولة المسؤولة‘
عن مواطنيها ومصالحهم.
شكراً لأنك تخاف على الناس من الانزلاق والكسر‘
في اجواء التزحلق الشتوية والحفر الغامضة التي‘
قد يكون البعض ضحية لها اثناء الليل‘
خاصة وان الناس قد تعودوا على المنزلقات‘
السياسية والطسات والهزات والدوامات والمتاهات
المصنوعة بدهاء كبير.
شكراً لأنك تعالج المشكلة بوقت مبكر قبل‘
ان تتفاقم وتصبح معضلة صعبة للغاية‘
شكراً لأنك اعدت لنا الثقة بالانتخابات القادمة‘
بلا تزوير وبلا تظليل وبلا حواسيب مزورة.
وعدم تدخل الامم المتحدة بغطاء رعاية‘
الانتخابات كما يطلب البعض‘
من اجل زرع الجواسيس وخلق الفتن‘
او تزوير دورة انتخابية جديدة بطريقة ذكية وناعمة.
شكراً لأنك لازلت تحمل هوية وضمير هذا الوطن.
شكراً لانك ( شفطت ) ماء المطر في حين لصوص الوطن
( شفطوا ) مال الوطن وخزينته.
شكراً لأنك ترفض التمجيد من قبل بعض الببغاوات الملقنة.
وقد شاهدتك وانت تلقي ببعضهم في حاويات الزبل‘
لانهم هتفوا لك ( هله بيك هله وبجيتك هله).
شكراً لأنك لازلت تحمل الكثير من القيم النبيلة‘
التي لم تندثر رغم التخريب والنهب.
شكراً لأنك لازلت تدافع عن الوعي وتعتبره‘
هو السلطة المضادة للجهل والفساد والخيانة.
شكراً لأنك ترفض الخلط المدروس والممنهج‘
بين الحكومة والشعب بحيث ترى البعض يتهم البعض الاخر‘
من خلال الدعايات والصور والفيديوهات‘
وتركن الى توازن العقل وحكمته.
شكراً لأنك لازلت تحتكم الى مبادىء العدالة‘
ولا تخضع لمزاجيات شخصية مشحونة بعقد قديمة.
شكراً لأنك اعطيت للمسؤولية فيتامين جديد‘
وهو شخصيتك وحضورك وضميرك وفهمك ووعيك الوطني.