كتب : علاء الخطيب

بعد تحرير الموصل من داعش بسواعد العراقيين الغيارى ، استبشر اهالي هذه المدينة المعطاء خيراً، بكثرة الوعود التي اطلقها السياسيون لاعادة اعمار ما دمرته قوى الظلام باعتبارها مدينة منكوبة .
إلا ان واقع الحال يكشف لنا مشهداً اخر، هو الاهمال والتردي وسوء الخدمات وانتشار الدمار، والجسور المهدمة وجبال القمامة والانقاض ومخلفات الحرب لا تزال باقية رغم مرور اكثر من ثلاثة اعوام على هزيمة الارهاب .
هناك 120 الف منزل مدمر ، و هناك 300 الف من سكان الموصل فقدوا منازلهم، كما يقول المركز النرويجي للاجئين ، كما ان كلفة اعمار المدينة حسب التقديرات ما بين 60-80 مليار دولار . والمساعدات الدولية تكاد لا تذكر ، اما ملف التعويضات هو الاخر ذهب طي النسيان ، بعد ان تعهدت الحكومة باطلاقه بحلول العام 2020.
اليوم يعيد رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي ملف اعمار الموصل والاهتمام بها الى الواجهة .
فقد اطلق اليوم دعوة للالتفات لهذا الملف ولهذه المدينة و لجانبها الغربي بالتحديد. الذي اصبح مهجوراً ولا احد يرغب العيش فيه وعدم قدرة الاهالي على الاعمار بسبب عدم اطلاق التعويضات .
قال الحلبوسي في جلسة مجلس النواب التي عقدت اليوم
“أن تُترك محافظة نينوى وأنقاضها في أيمن الموصل حتى هذا اليوم وبعد سنوات من تحريرها، لهو أمرٌ معيب على الدولة العراقية بكل مؤسساتها”
وهذا يؤشر الى غياب تام لدور الدولة ، مما ينذر بعواقب وخيمة على حالة الامن والاستقرار وربما عودة المجاميع الارهابية الى الموصل مستغلةً سوء الاوضاع المعاشية .
ان ما يحذر منه الحلبوسي يشير الى نقطة جوهرية ومهمة ، وهو مسؤولية الدولة ومصداقيتها والثقة المتبادلة بينها وبين الشعب .
ان الاهتمام باعمار الموصل هو رسالة للارهابيين ولكل الظلاميين ان هناك دولة وهناك حكومة واجبها حماية المواطنيين وتوفير سبل العيش الكريم .
لذا تتحمل الحكومة مسؤولية كبرى لسد الذرائع عن كل المتربصين بالعراق .
لقد تراجع دور الموصل كثاني اكبر مدينة عراقية تزخر بالكوادر والطاقات بشكلٍ كبير وقد هاجر الميسورين منها الى خارج العراق والبعض الاخر الى شمال العراق ، مما يعني تفريغ المدينة من عوامل القوة والازدهار .
الامر الاخر الذي لابدمن ذكره هو فشل وفساد نواب الموصل ومن يمثلها و مثلها واستفاد منها بايام الرخاء واليوم يتاجر بها في ايام الشدة.
لذا الموصل بحاجة إلى جهد الجميع إلى أن تكون لهم وقفة بهذا الشأن.
وهو الرد المناسب على الارهاب .فهزيمة داعش ليست عسكرية فقط بل يجب ان تكون هزيمتهم فكرية ومادية، بطرح البديل الشرعي. وهو الدولة ومؤسساتها .
فأم الربيعين تنتظر ربيعها وتنتظر المخلصين من ابناء هذا الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *