محمد كريم الخاقاني. اكاديمي وباحث في الشأن السياسي.

تعد عملية إغتيال الجنرال محسن فخري زادة من العمليات المؤثرة داخل إيران وذلك لعدة إعتبارات، منها: ان الراحل يعد مهندس البرنامج النووي الإيراني، ومارس التدريس كأستاذ جامعي متخصص في الفيزياء، وتولى إدارة مركز ابحاث الفيزياء في عام ٢٠٠٧، ويعد من اهم الشخصيات العلمية داخل إيران، ولمكانته العلمية فقد تم إدراجه ضمن قائمة العقوبات الإمريكية والتي تم إقرارها من قبل مجلس الأمن، وهناك من يعد دوره مشابهاً لدور العالم الباكستاني قدير خان وذلك بفضل جهوده الكبرى في البرنامج النووي السلمي.

وتتوجه اصابع الإتهام الى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في حادثة الإغتيال، إذ سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ان اشار الى اسم زادة وعده احد الأهداف التي يسعى الى تحقيقها، فدائما كانت التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لبعض الشخصيات المهمة والمؤثرة داخل إيران، تشير الى وجود مخططات جاهزة للتنفيذ وبإنتظار الفرصة المناسبة للبدء بعمليات إغتيال منظمة.

ولم تكن عملية إغتيال زادة هي الأولى، بل سبقتها عدة عمليات أستهدفت شخصيات قيادية مهمة ومؤثرة في البرنامج النووي، ومن ابرزهم، مسعود محمدي والذي إغتيل في عام ٢٠١٠، ومجيد شهرياري، وكذلك في عام ٢٠١١ تم تنفيذ عملية إغتيال داريوش رضايي نجاد، وفي عام ٢٠١٢ تم إغتيال مصطفى احمدي روشن.

ووجهت إيران مباشرة إتهامها لإسرائيل في تنفيذ عملية الإغتيال، بعدما تم القبض على احد مرتكبي العملية واعترف بمسؤولية تل ابيب عن الحادث، إذ كانت له علاقات مع جهاز الموساد وبالتالي ترجح تلك المسألة حتمية الرد الإيراني ولكن في الوقت الذي تراه طهران مناسباً، إذ يعد زادة من الشخصيات المهمة داخل إيران ولابد من الرد على عملية إغتياله،إذ قد يكون الرد صاعقاً هذه المرة ويتناسب مع حجم شخصية زادة، وربما ستكون تل ابيب مستهدفة اكثر من اي وقت سابق وهذا ما يُفسر سبب خضوع القوات الإسرائيلية تحت درجة الإنذار القصوى وبالتالي إمتناع الجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية عن التعليق عن الحادثة.

وبعد عملية إغتيال زادة، إتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسرائيل بوقوفها وراء الإغتيال، وفي ذات الإتجاه علق قائد الحرس الثوري حسين سلامي، بإن إغتيال العلماء النوويين ابرز مثال على المواجهة العنيفة التي يمارسها نظام الهيمنة لمنعنا من التوصل الى العلوم الحديثة.

وهناك من يربط عملية إغتيال زادة بزيارة قام بها مؤخراً وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيو مؤخراً الى إسرائيل التي ما انفكت تعد  زادة من الشخصيات المهمة والمؤثرة في البرنامج النووي الإيراني وليس ادل معنى لذلك هو ما اظهره نتنياهو في مؤتمر صحفي سابق وذكره بالأسم وهو احد اهداف إسرائيل البارزة في إيران.

َلا تسعى إيران الى التصعيد مع اواخر ايام ترامب الذي خسر الإنتخابات الرئاسية لصالح غريمه الديمقراطي جو بايدن، إذ يهدف ترامب الى دفع إيران الى الرد بشتى الطرق وذلك عبر التضييق بالعقوبات الإقتصادية مرة، واخرى بتنفيذ عمليات داخل إيران نفسها لتصعيد المواقف في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني اصلاً من الإضطراب والتوتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *