محمد حسن

مقررا الافراج عن المتهم الاول في جريمة ساحة النسور ..
ترامب يمتحن غيرة ووطنية العراقيين..
محمد حسن البحراني

قبيل مغادرته البيت الابيض مهزوما اصدر الرئيس الامريكي ترامب قرارا بالافراج عن الحارس السابق في شركة بلاك ووتر نيكولاس سلاتن والذي حكم عام 2015 بالسجن مدى الحياة لاتهامه بالقتل العمد والتورط المباشر بأرتكاب مجزرة ساحة النسور وسط العاصمة العراقية عام 2007 والتي أودت بحياة سبعة عشر مواطنا مدنيا وجرح سبعة عشر اخرين ” كان جميعهم من عمال البناء وطلبة المدارس والاطفال..
وللأسف أقول أن هذه الجريمة النكراء التي وقعت في قلب بغداد في وضح النهار انذاك ربما كانت قد سقطت من ذاكرتنا كعراقيين كغيرها من عشرات الجرائم الأمريكية الاخرى قبل وبعد غزو العراق بالتقادم لولا قرار ترامب هذا بالعفو عن المجرم المذكور ، وكأن الرئيس الامريكي بقراره هذا أراد أن يقول لنا بوضوح تام : هاأنذا أطلق سراح نيكولاس سلاتن المدان قضائيا من محكمة امريكية بالقتل العمد لسبعة عشر مواطنا عراقيا بريئا من أبنائكم فماذا أنتم فاعلون ؟!!!
ترامب الذي بلغت وقاحته هذا الحد لايوجه بالتأكيد أية رسالة تحدي للطبقة السياسية التي حكمت العراق منذ 2003 حتى يومنا هذا ، لأنه على قناعة ان من حكم ويحكم العراق ليس اهلا لهكذا تحد فهو اما صنيعة أمريكية ، أو مهادن لها ، أو رافض لبلطجتها في العراق لكنه لايجرؤ على مواجهتها، لكن ترامب يتحدى بالتأكيد اصحاب الغيرة والوطنية من العراقيين .. يتحداهم في غيرتهم ووطنينهم في ظل واقع حال يؤكد ان الحديث عن اية سيادة للعراق بات مجرد كلام فارغ .. واقع حال لا يختلف عليه غالبية العراقيين..
في السادس عشر من ايلول سبتامبر عام 2007 وعندما وقعت جريمة ساحة النسور .. كان اقوى موقف أعلنته الحكومة العراقية انذاك قد تمثل بادانة الجريمة ، وتشكيل لجنة تحقيق عراقية امريكية مشتركة ، مع تهديد بأنهاء الخدمات الامنية لشركة بلاك ووتر كعقوبة لها ، الا أن بلاك ووتر بقيت تُمارس مهامها حتى نهاية 2011 وهو التاريخ المقرر لانسحاب قوات الاحتلال الامريكية ، بينما لم يصدر عن لجنة التحقيق المشكلة انذاك اي توضيح طيلة السنوات التي اعقبت الحادث ..
وكما يعبر بعض العراقيين فان قصة مذبحة ساحة النسور ، قد لفلفت كما لفلفت قبلها وبعدها عشرات الجرائم الاخرى المرتبطة بالوجود العسكري الامريكي في العراق منذ احتلاله حتى يومنا هذا لتشكل طعنة واضحة لكرامة وسيادة العراقيين على بلادهم وإصرارا على اذلالهم .. لكن لنؤشر على هذه القضية بشيء من الصراحة والموضوعية ..
عن أية كرامة نحن نتحدث والبعض من ابناء جلدتنا أصبح لايخفي امتعاضه حتى من مجرد استذكار ضحايا هذه الجرائم ..
عن أية أية كرامة نتحدث بينما لم يعد البعض من ابناء هذا الوطن يتردد في التعبير عن سعادته بأغتيال أحد أبرز رموزه الوطنية كالشهيد ابو مهدي المهندس مع رفيق دربه الشهيد قاسم سليماني بطلا تحرير العراق من الارهاب الداعشي بأمر مباشر من الرئيس ترامب ..
عن اي كرامة وسيادة للوطن نتحدث فيما لم يجرؤ من يزعم أنه حكم العراق بعد 2003 على مجرد الاستفسار من الحكومات الامريكية المتعاقبة عن مبررات بقاء أكبر قاعدة عسكرية في قلب بغداد تبلغ مساحتها نصف مليون متر مربع وتضم الالاف من قوات المارينز وعناصر المخابرات تحت عنوان السفارة الامريكية .. لاشك ان كرامة اي شعب وسيادة اي بلد عندما تتحول لدى الكثير من تجار السياسة في العراق الى مفردات قابلة للبيع والشراء في أسواق المزايدة والخطابة فأن علينا ان لاتستكثر على ترامب ومن هم على شاكلته من المقامرين والمتاجرين بمصائر الشعوب المقهورة في العالم تعمد التعامل بهذا المنطق الاستفزازي مع الشعب العراقي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *