ليس من الغريب ان يتسائل البعض،  لماذا ينتقد الحلبوسي دون غير؟

. قد يدلنا هذا التساؤل  الى كشف المزيد من الاسرار فيما يعتلجُ في نفوس خصومه،  وما الذي نقموه منه.

فقد كثر الحديث عن الدور الشعبي الذي  يقوم به رئيس مجلس النواب العراقي السيدمحمد الحلبوسي، من خلال زياراته الميدانية في الفلوجة والانبار والموصل وغيرها منالمناطق، يتفقد فيها العراقيين ويقف على مشاكلهم .

او في خطواته الاخرى في محافظات مثل النجف وبغداد وغيرها.

والغريب في تشكيلة الخصوم   أنهم من السنة والشيعة، وهذا يؤشر الى تغيير فيقواعد الاشتباك في المعركة ، فغالباً ما كنا نسمع  لحناً من نوع واحد  ولون واحد ، لكنالجديد هو  التقاء المصالح  بين الطرفين .

وهذا بحد ذاته مؤشر مهم وصحي بالنسبة للعمل السياسي العراقي ، وعلى قاعدة ربضارةٍ نافعة، فقد ذاب الثلج وبان المرج وكشف الحلبوسي الخداع الذي طالما كان البعضيختبأ خلفه.

فقد استطاعت هذه الجولات   ان تسقط ورقة التوت عن عورات المتنطعين بشعارات الدفاععن الطائفة والمنطقة   فبعض الزعامات السنية المنتقدين له قد تعروا  امام قواعدهمالشعبية فوجهوا سهامهم نحوه بحجة او بغير حجة ، أما الزعامات الشيعية فقداشعرهم بفشلهم  واماط اللثام عن عجزهم وقصورهم وافلاسهم السياسي ، لذا توحدت  صفوف الفاشلين  الشيعة والسنة في جبهة واحدة ، وهذه من  حسنات الجولات  الشعبية للحلبوسي،  التي  سهَّلت على العراقين في الجانب الاخر  فرز الطرفين وكشفحقيقتهم وخداعهم باسم الطائفة .

ومما يؤكد نجاح الرجل واحتلاله لمساحة مهمة في ساحةالعمل السياسي هو ردودالافعال اللاعقلانية من خصومه السياسيين ، ولقد قيل في  المثل ( الصراخ على قدر الألم) ، فقد اوجعهم بفعله العفوي وتجواله في الشوارع وزيارة العشائر ، كما اوجعهم بفرحمستقبليه وانجازاته التي كانترموضع تقدير الناس .

وما نراه من اللغط الحاصل بين صفوف الفاشلين  يعكس   تأثير ما يقوم به رئيسالبرلمان على دور الزعامات الفاشلة في مدنهم ، هذا ان تبقّْى لهم دور أصلاً .

لذا يشعر البعض ان الحلبوسي الزعيم الشاب القادر ان يتجول بدشداشته في شوارع  المدن ويلتقي الناس ويأخذ السيلفي معهم ، قد سحب البساط منهم ، وان الشارع لم يعد  يقيم وزناً الا للذين يقدمون لشعبهم.

  ومما يخيف  الزعامات الآيلة للانقراض  من تجوال الحلبوسي بهذه الطريقة  واستقبالهمن قبل الاهالي هو تساؤل العراقيين عن اسباب هذا  الاستقبال و الحفاوة،  وراحوايقارنون بينه وبين السياسيين الاخرين .

لقد كان فعل رئيس مجلس النواب بمثابة رسالة ايقاض لبعض الضمائر التي ابتعدتعن الواقع ، وراحت تتعامل بتعالي مع قواعدهم الشعبية وبالتالي اطلق العراقيون  هاشتاك تحدي لكل السياسيين ان يقوموا بما قام به الحلبوسي . هاشتاك يقول#اتحداك_تمشي_بالشارع

ان محبة او رفض  الناس لاي مسؤول لا تقوم  على اساس العاطفة والاعجاب الشخصي، بل على اساس ما يقدمه هذا المسؤول لشعبه .

لذا   الناس لا ينظرون  الى دين او مذهب او قومية المسؤول حينما يكون مخلصاًوصادقاً مع اهله ويكون محل تقدير واحترام الشعب ، لذا يمشي  ويتجول وهو في امانمطمئن.

والمسؤول المخلص كالامين الذي يؤدي الامانات الى اهلها يعلو شأنه يوماً بعد يومويكثر حاسديه كذلك.

المقياس الحقيقي لنجاح وفشل القائد هو المسافة التي تفضله بينه وبين شعبه .  وشدةانتقاد خصومه المناوئين له ، لهذا كان التساؤل لماذا الحلبوسي؟

فلا يولد الاحتكاك سوى الحركة .

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *