أعادت مظاهرات فرنسا حنين الكثير من المدونين العرب إلى أيام ثورات الربيع العربي، لكن مؤيدي الحكومات لم يقفوا منها موقف المتفرج فأدلوا بدلوهم ليدور جدل على منصات التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض لما تشهده فرنسا.
تتصاعد الأحداث في فرنسا يوماً بعد يوم عقب اندلاع تظاهرات “السترات الصفراء” اعتراضاً على سياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاقتصادية خاصة بعد إعلانه رفع أسعار الوقود بجانب الشكاوى المتصاعدة للفرنسيين من ارتفاع تكاليف المعيشة.
أعمال عنف وحرق وسلب ونهب عمت أجزاء واسعة من البلاد، دفعت الرئيس الفرنسي للتعبير عن غضبه من حجم التخريب والدمار الهائل الذي طال مؤسسات ومحال تجارية في أنحاء متفرقة من البلاد، فغرد قائلاً:
“ما حدث اليوم في باريس لا علاقة له بالتعبير السلمي والمشروع عن الغضب.. لا يوجد سبب لمهاجمة رجال الشرطة ونهب المصالح التجارية وإحراق المباني العامة والخاصة وتهديد المارة او الصحفيين ولا تلطيخ قوس النصر بهذا الشكل”.
متابعة عربية عن كثب
ويبدو أن أحداث فرنسا قد جذبت اهتمام ومتابعة قطاعات واسعة من المغردين والمدونين العرب على شبكات التواصل الاجتماعي، وبدا ذلك واضحاً من حجم التفاعل مع وسم السترات_الصفراء
الصحفي والمدون والناشط المصري، حسام الحملاوي، يرى أن أحداث فرنسا حظيت بمتابعة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي من جانب الشباب العربي “ففي يوم السبت الماضي كان الوسم الأعلى متابعة وتفاعلاً في مصر هو #السترات_الصفراء لكن بالطبع لا يمكن القول إن أحداث فرنسا هي الشغل الشاغل اليومي للشباب العربي على منصات التواصل الاجتماعي، لكن كلما تصاعدت الأحداث كلما زادت متابعة الشباب العربي للأمر وزاد تفاعلهم معه” بحسب ما أفاد خلال مقابلة له مع DW عربية.
أكثرمن 130 حالة إصابة و400 حالة اعتقال هي حصيلة التصعيد غير المسبوق الذي شهدته شوارع #فرنسا مساء السبت بعد الاحتجاجات التي عمت البلاد تعبيرا عن رفض رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة والتي نظمتها حركة #السترات_الصفراء ستنجح الثورة الفرنسيه لان عندهم وعى
ويقول الحملاوي إن هناك اتجاهين على منصات التواصل الاجتماعي: الأول، اتجاه عام مؤيد للأحداث ويشعر بالحنين للثورة المصرية وثورات الربيع العربي. الممثلون في هذا الاتجاه يعقدون مقارنات بين أحداث فرنسا وما حدث في العالم العربي، “واللطيف أن البعض كان يتداول صورا لغرافيتي في شوارع بفرنسا كتب عليها بالعربية (الشعب يريد اسقاط النظام) وصور المواجهات مع الشرطة وعنف الشرطة وقنابل الغاز كل ذلك خلق حالة ايجابية مع الشباب العربي، الذي شعر بالتعاطف مع الفرنسيين”.