محمد الكلابي

كتب : محمد الكلابي

يتهم رجال الدين السُنة نظرائهم الشيعة بالعمالة والإنحياز لإيران ، و يخونونهم  ويصفوهم  بالشرك ، كونهم يتبعون   النهج الإيراني

و بنفس الوقت يتناسون   انحيازهم وولائهم لتركيا  العثمانية التي دعمت المذهب السنيسياسياً واقتصاديا ً وروجت له اجتماعياً واعلامياً  .

ولو بحثنا الاسباب التي دفعت بعلماء السنة للوقوف بجانب العثمانيين سنجدهانفس الاسباب التي دفعت علماء الشيعة   للوقوف بصف إيران .

فرجال الدين بشكل عام يميلون للحاكم الذي يفسح لهم المجال لممارسة عاداتهم الدينيةولا يهتمون بما يقوم به .

فان كان مع الدين فلينصركم الله وان خالف الشرع فليصلحه .

وهذا ما رأيناه في رجال الدين السنة ودفاعهم المستميت عن الدولة العثمانية وتمسكهمبها في زمانهم ،فهي كانت بالنسبة لهم الدولة الاسلامية المثالية التي  تطبق تعاليمالاسلام ،وعليه فأن كل من يقف ضدها فهو ضد الدين وخارج عن الملة خصوصاً منالمذاهب الاخرى، مما جعل الحاكم مستبداً  دكتاتوراً يبطش بمعارضيه ، فادى ذلك الىفساد الدولة من جهة وتسلط لون مذهبي واحد على مناصب و وظائف الدولة من جهةاخرى

نفس الامر يقوم به رجال الدين الشيعة من الجهة المقابلة فهم بتقديسهم لإيران ودفاعهمعنها لا يختلفون عن رجال الدين السنة في ذلك الوقت ,فإيران أتت بثورة اسلامية لتطبيقالتعاليم الاسلامية الشيعية ،وتثبيت المذهب الشيعي في العالم ،تغطت برداء الدينوبعدها اصبحت ما هي عليه الان وكل من يقف ضدها فهو كافر وخارج عن الاسلام ويجبقتاله مهما كانت قرابته الوطنية والدينية ،وهذا ما اثبته الخلاف الشديد و التخوين بينرجال الدين الشيعة نفسهم .

فألاسباب والظروف التي توفرت لرجال الدين الشيعة هي فرصة مثالية لأنتهازها ،وأن لميفعلوا لكانوا من الخاسرين ….لكنهم تقدموا وانحازوا لهذا القطب وهذه الدولة الاسلامية.

استفحل رجال الدين الشيعة بعد ولائهم لإيران ،كوّنوا ثورات و أسسوا جماعات مسلحة،وقد وجدوا الدعم كل الدعم من الحكومة الايرانية ،فهم بولائهم لها قد أعطوهم نفوذ ليسبالقليل في العراق

وتأثير الدينخاصة في اتباع الطائفة الشيعيةليس بالهّين وبذلك فإن المنفعة المتبادلةبين ايران و رجال الدين الشيعة تدفع الاخير للولاء ،كما وأن الظروف الاجتماعية الحاليةتوفر الجو الملائم لما يحصل بين رجال الدين الشيعة وايران .

أن الاسباب التي دفعت رجال الدين السنة لعدم الانحيازالواضحفي الوقت الحاليهوه اكتفائم ماليا وسياسيا فلا يجري عليهم اي اضطهاد او منع من قبل اي جهة ،فهميمارسون دينهم بدون اي حرج ،،عكس رجال الدين الشيعة الذي دفعهم الاضطهاد والمنعمن قبل الحكومة العراقية في القرن العشرين ،دفعهم للأنحياز لأي جهة ستوفر لهمممارسة دينهم .وقد توفرت هذه الجهة وهي الجهة الايرانية والتي تمثلت بثورة تُلبيطموحاتهم الدينية ،واستمر هذا الانحياز وسيستمر الى حد استقرارهم الذاتي ،والذيبعد سيتحولون لحالة رجال الدين السنة ،من عدم الانحياز..

ذكرنا الاضطهاد سابقاً ،وقد كان سبباً رئيسياً لدفع رجال الدين السنة ليلوذوا لظلالعثمانيين فقد اضطهدوا من قبل القطب الصفوي (الايراني)

مما دفعهم للأنحياز كما هوه الحال لدى الشيعة .

وهنا نستخلص أن نفس الاسباب او اغلبها ،دفعت برجال الدين من الطائفتين لينحازوالجهتين مختلفتين في زمانيين مختلفين ،وأني لا استبعد استقرارهم الذاتي ،او انحيازالإثنين لجهتين مختلفتينمرة اخرىفي زمنٍ قادم

محمد الكلابي

By Miimo

One thought on “ازدواجية رجال الدين …. محمد الكلابي”

اترك رداً على منار إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *