كتب : علاء الخطيب .
لحظة فارقة في التاريخ ربما تغير مساره، لتشهد العلاقات العراقية الكويتية مرحلة جديدة، و ها هي صفحات الماضي تطوي وتستبدل العداوة بالتعاون ومد الجسور .
ولم يعد الماضي يشغل حيز من تفكير المسؤولين في البلدين ، بل المستقبل هو الهاجس الاكبر لمشتركات عديدة ، وتحديات مشتركة .
مادمنا نعيش في منطقة واحدة، ولا مناص من الجغرافيا التي تفرض قوتها علينا ، إذاً قدرنا ان نتعايش بالتقارب والحوار .
وما دام العراق قد اختار ان يكون مصدر السلام فلابد من مد الجسور مع الجميع .
لذا يسعى العراق الى علاقات متميزة مع جواره الاقليمي، تتسم بالتعاون والبحث عن المشتركات .
الاستقبال الكبير الذي حظي به رئيس مجلس النواب العراقي والوفد المرافق له في دولة الكويت الشقيق حمل دلالات عديدة ، اهمها ان الكويت ترغب في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين ، كذلك زوال النظرة القديمة لشكل العلاقة العراقية الكويتية التي احدثها الغزو .
ومن جانب اخر الوفد العراقي ضم عشرة من المحافظين وعدد من النواب ومسؤولين كبار في الدولة العراقية ، وهذا يؤكد ان الزيارة لم تكن بروتوكولية بقدر ما هي زيارة تستكمل الخطوات العملية التي تصب في صالح البلدين الشقيقين ، , ولا ننسى ان الزيارة جائت في ظل اجواء ملبدة بغيوم الدعايات التي ترافق بناء ميناء الفاو الكبير ، وما احيطت به من شائعات حول الربط السككي بين العراق والكويت ، والذي اعتبره البعض بمثابة خطوة لالغاء او تعطيل بناء الميناء .
لكن الزيارة وضعت حداً. لتقولات كثيرة، وبددت التقولات ، واثبتت سعي ومتابعة ممثلي الشعب لمصالح العراق من خلال التفاهم والحوار بين العراق وجيرانه ، وهذه سياسة اتبعها العراق منذ امد بعيد .
زيارة السيد الحلبوسي اكدت حرص العراق والكويت على التعاون في كافة المجالات ، كما اكد السيد رئيس مجلس النواب على نقاط مهمة كان قد اكد عليها سابقاً في زيارته العام الماضي ، في مجال التعاون و البناء في قطاعات الرياضة والثقافة والامن والاستثمار وغيرها .
وفي خطوة اخرى تثبت نية العراق في التعاون وطي صفحة الماضي الذي سببت المآسي للشعبين العراقي والكويتي و على هامش الزيارة فقد تسلمت الكويت رفات 20 من الاسرى والمفقودين الكويتين يوم الاربعاء 16/9/2020 من السلطات العراقية التي تسعى بشكل حثيث لغلق هذا الملف الانساني الذي تطالب به الكويت .
عد المراقبون زيارة رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له زيارة ناجحةومثمرة وخطوة نحو ترسيخ موقع العراق في المنطقة .
كما عكست الزيارة الموقف العراقي الموحد من القضايا الاقليمية والدولية .