د.احمد الميالي
يرتبط العراق بجوار جغرافي اقليمي يحتم عليه استدامة وترتيب علاقاته بدول الجوار، خاصة الدول العربية نتيجة للمشتركات المتعددة من لغة وقومية ودين وتاريخ واندماج وتصاهر وتفاعل اجتماعي سياسي اقتصادي. الكويت دولة متجاورة ومتشاطئة مع العراق اعترف بها المجتمع الدولي ومن ضمنه العراق، وعليه يترتب وفق كل ذلك للبد ان تربطنا مع الكويت علاقة حسن جوار وفق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
مرت العلاقات العراقية الكويتية بمنعطفات تاريخية متعددة اغلبها متوترة ومتشنجة ..خاصة قبل العام ٢٠٠٣ واستمرت كذلك بعد هذا العام رغم وجود قنوات تواصل وتبادل دبلوماسي واقتصادي لكن لم يحظى هذا التواصل بالقبول والتناغم على المستوى الوطني للبلدين. اذ تطفو مشكلات الماضي السياسية كالتعويضات والمفقودين، وترسيم الحدود البرية وادارة الاختلافات حول الحدود المائية والثروة النفطية للحقول المشتركة وغيرها ،دائما امام اي تواصل مثل هكذا مشكلات لابد ان ان يكون لها تفاهمات مشتركة ايجابية وادارة تلك المشكلات كي لا تتحول الى ازمات تصل الى حد القطيعة او الصراع .. الطرفين بحاجة الى بعض.. اعادة ضبط العلاقة بينهما يسهم في تعزيز مكانتهما الدولية.. تريد بعض الاطراف الداخلية للبلدين توتير هذه العلاقة لاغراض سياسية او خارجية وترسيخ اجواء عدم الثقة ..او جعل العلاقة وفق سياقات الخطابات والاتفاقات غير الحقيقية، كما حصل في موضوع الربط السككي بين البلدين التي كشف عنها رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بزيارته الى الكويت.
زيارة رئيس مجلس النواب لها اهمية ودلالات ايجابية وفاعلة في ادارة هذه المشكلات
وتنشيط العلاقات الثنائية العراقية الكويتية، و تسوية الملفات العالقة ، وبامكان ان تكون هذه الزيارة بوابة للاتفاق على اعتماد تفاهمات مشتركة والاستعانة بوسيط دولي موثوق لحل الخلافات وفقا لقواعد القانون الدولي العام ، كما تعمل هذه الزيارة على نقل الصورة الايجابية عن تطورات الاوضاع في العراق وكلّ مما يسهم في تعزيز سبل التعاون بين البلدين و في المجالات كافة وفقا للمصالح العليا للعراق. هذه الزيارة لها مكتسبات تساعد في تعزيز مكانة العراق الدولية، وترسخ توجهات سياسة احترام السيادة وعدم تهديد امن البلدين وعدم التدخل المتبادل في الشؤون الداخلية.