بغداد ….. كلمة
كشف مصدر مطلع عن وجود خلاف حادٍّ بين الحزب الإسلامي العراقي وحركة الإخوان المسلمين حيث يسعى كلًّا منهما إلى الظفر بمنصب رئيس ديوان الوقف السني، مما ادى هذا الخلاف إلى الانقسام الواضح داخل المجمع الفقهي العراقي، إذ هنالك محاولات من عبد الوهاب – نجل أحمد حسن الطه – لتنصيب شخصيات تابعة للإخوان المسلمين ومقرَّبة منه عائليا، وجناح آخر من المستقلين والتيارات الأخرى كالسلفية والصوفية تسعى لعدم تسييس المجمع، وأنْ لا يكون منحازا او محسوبا على جهة دون اخرى ، وتدعو إلى ترشيح شخصية مستقلة لتولي الوقف السني وبعيدة عن كلِّ التيارات، وفي الوقت نفسه هناك فريق من داخل المجمع يميل لاختيار نوري الكربولي وزير التخطيط السابق/ القيادي في الحزب الإسلامي العراقي، إذ يصفه مناصروه بالوسطية والاعتدال.
ويُذكرُ أن الحزب الإسلامي كان أحد أجنحة الإخوان المسلمين في العراق ونشب بينهم خلاف في الفترة السابقة، واستمرَّ الخلاف ليصل أشده في هذه الأيام، وأن احد اسباب الخلاف هو إحكام السيطرة على بعض مفاصل الدولة، ولعل أبرزها هو الوقف السني الذي يُمكِّنهم من الوصول إلى المنابر التي تعدُّ الوسيلة الأكثر انتشارا داخل الوسط السني، ومن أفضل الوسائل لنشر أفكارهم، فضلا عن المردود المالي الناتج عن بيع واستثمار أملاك الوقف، وتعيين المئات من مناصريهم في هذه المؤسسة.
وذكر مطلعون أن التوجهات العائلية داخل المجمع الفقهي قد تعصف بالمجمع برمته، إذ يستحوذ بعض المقربين من الشيخ أحمد حسن الطه على قراره، ولا يستمعون للتيارات الأخرى التي تمثل الطيف الأوسع من السنة.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك جهات أخرى تطرح نفسها كمرجعية للسنة هي الأخرى بعيدا عن المجمع الفقهي، ولعل أبرزها دار الافتاء في جامع أم الطبول برئاسة الشيخ الصميدعي، وجماعة الرباط المحمدي الذين نشطوا بعد عمليات التحرير للمحافظات السنية، فضلا عن هيئة علماء المسلمين، ورابطة علماء العراق، وغيرها.