كتب : علاء الخطيب

في كتابه الامير يقول ميكافيللي : ( ربما توزع المناصب ولكن لا يمكن تقسيم السيادة) ،فثمة مسافة بين السيادة و الوطن تكاد تكون ضئيلة جداً ، فلا وطن دون سيادة ولا سيادةدون وطن .  السيادة تعني الحق المطلق للدولة في ممارسة سلطتها على الجميع دونتدخل خارجي، كما تعني السيادة الارادة الوطنية  الكاملة .

ماحدث  من دخول للقوات التركية للاراضي العراقي ومن قصف ايراني على القرىوالبلدات  العراقية في كردستان العراق،.

  يؤشر  بوضوح الى توزع السيادة العراقية  ، فثمة من  احتفل سراً  بالاعتداء التركي ،  وثمة منْ انتفض ضده  بالعلن، وربما ثمة من نسق مع المعتدين فكانت ردود الافعالمتباينة .

هذا المشهد عكس الخصومات الداخلية في وطن غابت عنه السيادة الكاملة و توزعت بينالجماعات فاستبيحت ارضه  ونهبت ثرواته وفُقدت كرامة شعبه  .

عندما لا يتخلى الفرد عن حقوقه لصالح المجتمع تنشأ سيادة الفرد ، وستكون هناكسيادة الافراد هي الطاغية على سيادة المجتمع ، وعندما تتمسك مجموعة ما بحقوقهادون النظر لحقوق المجموعات الاخرى تنشأ سيادة المجموعة ، وتضمحل سيادة الشعب،التي هي سيادة الوطن.

يقول  جان جاك روسو : للدولة حق مطلق على افرادها  وهي من ْ تمارس الادارة العامة  التي تسمى  السيادة، وهذا الحق لا يمكن ان يفرض بالقوة  لوحدها، بل بالارادةالجماعية الناشئة من الرغبة في العيش المشترك والاستمرار بالحياة .

كما ان السيادة الوطنية تعني ان هناك قانون واحد يحكم المجتمع والدولة ، ولا يسمحلسيادات متعددة ان تفرض وجودها لان ذاك يتناقض مع  هيبة وعزة الدول .

  • حينما نرى ان هناك نقاش او جدل يدور حول انتشار القوات العسكرية والامنية علىالحدود والمنافذ الوطنية ، نشعر بان هناك سيادات متعددة ،
  • وعندما يتم تأسيس جيش اجنبي  ( مليشيا ازادي الكردية الايرانية التركية  )  علىارض وطننا  في الشمال و يظهر إعلامياً ويعلن بكل صلافة محاربة القوات العراقيةالرسمية  ومن داخل العراق ، يحق لنا حينها ان  نبكي على السيادة  وننتفض لها .
  • وحينما تكون هناك مصالح  وامتيازات فئوية تمنح لهذه المجموعة او تلك دون  انتشمل كل الشعب نعلم ان السيادة موزعة .
  • وعندما يكون هناك خطاب حكومي متعدد  ومواقف مختلفة تجاه قضية معينةواحدة. ، يدلنا هذا على تشتت شمل السيادة الوطنية .
  • و عندما تكون هناك مجاميع مسلحة خارجة عن سلطة الدولة وتهدد وجودها بلتعرض سمعتها للخطر ولا تأتمر بأمر القائد العام  ، هذا يعني علينا ان نعيدحسابتنا في مفهوم السيادة .

ان فوضى السيادة في العراق هو مَنْ  جرأ تركيا وايران وامريكا وغيرها من الدول علىالاستهتار بارضه وشعبه  وثرواته.

فالدول تتعامل مع  الدول الاخرى باعتبارها  وحدة واحدة ذات هدف واحد وموقف واحدوقرار واحد وسيادة واحدة   . واذا ما كانت هناك جهات متعددة تمتلك القرار والسلطة والسيادة  في دولة ما  فلا غرابة ان نجد بساطيل الجنود الاجانب تجوب شوارع مدننا .

وليس من العجب ان ترفرف الاعلام التركية فوق جبالنا ، وتزمجر الدبابات الاوردغانية بين سهولنا، وتسقط  الصورايخ الشرقية فوق رؤوس اطفالنا  وقرانا.

وما دامت سيادتنا موزعة  ستبقى دماؤنا مستباحة .

   

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *