اشتهرت صحيفة الصنداي تايمز Sunday Times البريطانية بانها من الصحف الصفراءلانها تبحث عن الفضائح ، وهي واحدةٌ من الصحفِ الأوسعُ انتشاراً لكنها من الدرجةالثانية. عرفت الصحافة الصفراء بانها غير مهنية ورخيصة تهدف الى اثارة الرأي العام، من أجل الانتشار او كما نطلق عليها بالعراقي ( الطشة) وهي سريعة الذوبان لا تدومطويلاً ، و هذا تماماً ما يحصل في العراق اليوم .
من يراقب مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع المدفوعة الثمن يرى تفشيفايروس الصحافة الصفراء فيها، وارتفاع عدد متابعي صُحفيي التقسيط وتناقلمقالاتهم بحماس ، وكأنها الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا منخلفها .
ظهرت هذه الظاهرة السيئة وللاسف في صحافتنا العراقية و تصدر مشهدها مجموعةمن الكتاب والاعلاميين والفضائيات ممن اتقنوا اللعب على العواطف وتهييج المشاعرمعتمدين على الخصومات الشخصية تارة ، وعلى النشوة في الانتشار تارة اخرى .
ان مهمة الصحفي الرئيسية هي كشف الحقيقة وليس نشر الفضيحة، ولكشف الحقيقةقواعد.
أولها ان يلم بكل اطراف القضية و ان لا يعتمد على قول الخصوم فقط، و ان يكون مجرداًومحايداً في طرح القضية ، وهذا ما لا يتحقق لدى الكثير.
وان لا يتحرك بخلفية طائفية او قومية او حتى حزبية .
فـ للخصومة شرف
الاستاذ س. ح . واحد من صحفيي التقسيط الذي مارس ولازال يمارس هذا النوع منالصحافة.
ويبدو ان مهمته الذي اتقنها منذ ان كان يعمل في جريدة الجهاد في فردوسيبالعاصمة الايرانية طهران، قد أدمن عليها، وهي صفة عُرف بها منذ مدة ، فهي مهنةمربحة ولا تحتاج الى مهارة عالية ، والشهادة لله ان صاحبنا مثقف وواسع الاطلاعوصاحب قلم جميل ، ألا انه يهوى الطشة.
فقد هاجم الجميع بدأً بالمرجعية العليا و الوقف الشيعي / علاء الموسوي واحمدالصافي والكشميري وفائق زيدان والمالكي والعامري والخزعلي والبارزاني حتى عزتالشهبندر ، فموقعه على الفيسبوك مليء بحملات التقسيط والهجوم ، لكن مااستوقفني هو كتابة سلسلة من المقالات ضد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسيوجعلها بحلقات متواصلة وبتركيز منقطع النظير وتحت عنوان الاغلبية في خطر ، وكأنهحامي حمى الاغلبية ودرعها الواقي , فالصحفي الجهبذ لم يذكر لنا اسباب الهجومسوى ان الحلبوسي رجل ذكي ويريد ان يكون زعيماً للسنة والعراق !!!!
وهذا التبرير اهوى من بين العنكبوت لان طموح كل سياسي ان يكون زعيما يسجلاسمه في صفحات التاريخ ، ولا اعتقد هذه التهمة تضير بصاحبها.
اما الاتهامات الاخرى لا تعدو ان تكون كلام انشائي وتحليلات لا تستند لدليل .
الاستاذ س. ح . كاتب له خبره طويلة في الصحافة وتجربة كبيرة مع زعماء الاسلامالسياسي في العراق ، خبر كل حيلهم وألاعيبهم ، ومؤامراتهم ونقدهم بشكل لاذع ، لكنهنسي نفسه، كما نسيَ ان يتخلص من عقدة المؤامرة التي تعشعش في عقول اغلبالمتأسلمين .
له اسلوب كتابي راقي ، فلو وظف هذه الخبرة وهذه التجربة في البناء الوطني لكاناجدى من عمل لا ينفع سوى الفوضى ، والهدم .
فَقَدَ الرصانة والمهنية للاسف وراح يتجه باتجاه صحافة الاثارة ويعمل على قاعدةثقافة الطشة ، كما يفعل بعض النواب والسياسيين
ظاهرة الطشة هي من الظواهر الصوتية في الاعلام التي لاقيمة لها ، تنتهيوتتلاشى بسرعة بانتهاء المؤثر .
سألت أحد اصدقائي الذي أصبح نائباً فيما بعد لماذا تسعى للاثارة والمشاكسة ؟
فرد علي ضاحكاً وقال لي : صدگ انت بسيط
قلت له لماذا؟
قال : مشاكساتي واثارتي وتصريحاتي المستفزة سبب انتشاري .
انتهى
يا له من تفكير ويا له من انتشار !!!!!
و التقيت يوماً باحد الشباب فسألته عن عمله فاجابني بأنه صحفي تسقيط ، فأخذتنيالدهشة ، فقلت له ماذا تعني ؟ فقال مهمتي ان اسقط خصوم صاحبي.
يالها من مهنة !!!!!
فعلا انها مهنة من لا مهنة له !!!