كتب رياض الفرطوسي
ثمة مصائب كثيرة وتحديات ومشاكل‘
تلاحق العراقي منذ ولادته حتى مماته‘
وهي لا تعد ولا تحصى حتى ان المثل‘
العراقي اختصرها بالقول( جبر من بطن امه للقبر).
كيف سيتقدم جبر العراقي في نسخته الراهنة‘
وهو وسط الغام مؤقته في طريقه‘
حيث نشأ في بيئة ومناخ وعر وقاسي‘
محاصر بنظام اجتماعي ابوي صارم‘
يقوم على التلقين والزجر والاهانة‘
وغلظة القلب والجلافة والسمعة‘
والعيب والعرف والستر والطاعة‘
والصمت والظلم.
هذا الموروث الشعبي وضع الانسان‘
في قوالب جاهزة ومعلبة من التناقضات‘
والتجارب المحدودة والضيقة‘
في حين اننا كبشر مجهزين نفسياً‘
وذهنياً لأن نعيش التعدد في الرؤية‘
والخيال والفكر والسلوك.
هذه الفضاءات خلقت بيئة معطوبة‘
فكيف نطلب من الانسان المستلب‘
التفكير والتعبير والتغيير.
لقد ولد القمع الاجتماعي والقسوة‘
جيلاً فاقداً للموهبة والخلق والابتكار.
سيطرة صورة البشاعة على المناخ العام‘
واصبح الشر هو القاعدة والخير هو الاستثناء.
لا توجد دولة في العالم مثل العراق‘
فيها هذا العدد الهائل من الطامحين‘
بالمسؤولية والقيادة والوجاهة والظهور.
وعدد اكبر من الاعلاميين غير الحقيقيين‘
ومن كتاب العرائض الملفقين‘
الذين اصبحوا بقدرة قادر محللين استراتيجيين.
يحملون عناوين عريضة وكبيرة.
حتى اننا صرنا ننافس الدول بكثرة‘
الخطباء والواعظين والمنجمين.
في العراق وحده الكل يريدون‘
ان يكونوا متقدمين وفي الصف الاول.
بائع الفرارات وابو اللبلبي وصاحب البسطية.
وفي العراق لا غيره معظم الناس تريد تعويضات‘
كل من وجد نفسه ضائعاً في ملهى او بار‘
او من تأخرت عليه الطائرة في بلد الاستجمام‘
او من تعرض للاحتيال من مشعوذ‘
او من سرقت دجاجته‘
او من تعرض لتعليق مشين‘
في صفحات الفيسبوك او الوتساب‘
او من شاهد كابوساً في المنام.
فاختلطت علينا القناعات والعقليات‘
وتعذر ان يكون التقدم للمتقدم !!

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *