رأي
بقلم : عباس الخشالي
يعتبر كثير من العرب أن لإيران التأثير الأكبر على العراق.
لن أذهب بعيدا في عمق التاريخ، لكن التاريخ القريب يكشف كيف أن العراق بعمقه الديني أبلغ تأثيرا على إيران، فالتشيع دخل إلى إيران من العراق، وطبقة رجال الدين الحاكمة في إيران تعترف ضمنا بثقل وزن مدرسة النجف على كل المدارس في إيران.
أما اللغة العربية فقد اقتحمت الفارسية بقوة، حتى أن الدستور الإيراني كأنه نص عربي مترجم إلى الفارسية. وحتى الحاكم الفعلي لإيران يرجع باصله إلى النبي محمد، كما أن هناك مراقد ست ائمة من ائمة الشيعة مقابل واحد في إيران.
العلاقة بين إيران والعراق معقدة ومتداخلة إلى درجة أن مصير أحدهما مرتبط تقريبا بالآخر. وهذا ما يقلق الطبقتين الحاكمتين في البلدين.
و لا يمكن نفي تأثير إيران القوي على العراق منذ عام 2011 بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، بأوامر من أوباما، الذي ترك العراق دون غطاء عسكري.
وللعلم، لم يشكل وصول الخميني إلى السلطة عام 1979 انقلابا حقيقيا في مفهوم شيعة العراق للسلطة، لأنهم يتبعون مرجعية النجف، أما اتباع مرجعية الخامنئي فهو أمر طارئ عند البعض، ظهر نتيجة التوق إلى الخلاص، الذي لم تقدمه إيران لهؤلاء.
استقلالية مرجعية النجف واضحة، آخرها بيان السيد السستاني الذي اشار إلى ضرورة عدم تدخل جهات خارجية في العراق. رغم ان السيستاني إيراني الجنسية، إلا أنه من مدرسة النجف.
الأحزاب الشيعية في العراق تخشى من خسارتها السلطة، رغم ان السلطة توافقية مع أطراف التزمت الصمت في انتظار الطرف المنتصر من الصراع الشيعي – الشيعي، مثل الكرد والسنة. إلا أن القلق الإيراني أعمق، إذ ان تراجع هذه الأحزاب بسبب انقلاب الشارع عليها، يعني أن النموذج الديني الإيراني مهدد أيضا.