بقلم براءة العزاوي
إلى الله الذي يمطر الآن
منذ طفولتي لم أعرف لم وجدت لغة الله .. المطر !
لم أكن أدرك بعد ماذا يعني ” الله”
لم اسأل إن كان له صوت نسمعه فنلتفت أو نجيب
أو كف تمتد لنا فيضع لي بداخلها نقود أو حلوى
أو يد تحتويني إذا تعثرت أو تألمت فتربت على كتفي وتقول .. إنني هنا
عندما تمطر أنظر إلى السماء أكثر من العادة
أجد وجه الله وأراه يتحدث ..
مع كل قطرة.. كلمة ..و أقف أنا لأجمع كلمات في جمل لطالما انتظرتها منه ..
أعلم بأن هذا جنوني بالنسبة لكم ..
أو ربما هو خروجي بالله عن النص المقدس المتعارف عليه
فكيف للنور أن يتجسد بروح يوم غائم؟!
ولكن هذا مايحدث ..
يقول لي الله ..
تحيطكم الرسائل من كل اتجاه .. نور وماء وأرض وسماء
ومع كل لحضة ألم ..أحتضنكم بشدة لا تعييها أجسادكم ولكنها تعصر أرواحكم حبا ورأفة ..
إنني الحبة الأخيرة في العقد الذي انقطع خيطة .. تتصادم حبات أفكاركم وتدابيركم وتكاد تنفرط وتنهار الواحدة تلو الأخرى .. لكني هناك أمسكها جيداً ..
ياعبدي تخف وأنا الوريد الذي به تعيش فإن قطعته قُطعت عنك الحياة ..
وماذا بعد الحياة .. ؟!
أعود لأنظر في الوجوه يشتتونني عباد الأرض .. وأقول هذا هراء .. أو بقايا طفولتي التي لم تبرح مكانها ..
ثم تسقط حبة مطر أخرى
كما تسقط نبضة من قلبي على صدري
أسمعه يقول
أعلم أن هذا العالم قد يبدو ضيقا جداً خانقاً وقاتماً أحياناً
وواسعاً أحياناً أخرى لدرجة الضياع والحيرة والهلع
ولكني هنا في الاثنين ..
إن كان الخيار واحد
وإن كانت الخيارات لا تحتمل واحد ..
أنا هنا ..
مالدليل ..؟!
لا شيء .. لا تخبر أحداً بذلك .. لن يصدقونك
أنا هنا لانك أنت تسمعني وتراني ..
بل أنت تشعر بي
وهذا يعني أني لست من حولك فحسب
بل إنني داخلك .