“لعب على عزة النفس”، عنوان مقال إيغور بشينيتشنيكوف، في “إزفستيا الروسية “، عن محاولة أمريكية لإنهاء الأزمة الفنزويلية بأيد نرويجية.

 

تحاول قوى خارجية مختلفة إقامة حوار سلمي بين حكومة نيكولاس مادورو الشرعية وخوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا في فنزويلا. وبالنتيجة: عبر مادورو عن استعداده لإجراء انتخابات مبكرة للجمعية الوطنية، التي تسيطر عليها المعارضة، والمقرر إجراؤها في نهاية العام 2020. فهل هذا تنازل، أم تراجع عن الموقف؟ لا، ليس كذلك. فرئيس الدولة في حالة هجوم، وقد خطف المبادرة من واشنطن، التي تعثرت في القضية الفنزويلية وتبحث بشكل محموم عن طرق للخروج منها دون فقدان ماء الوجه. وفي هذا المنحى، تستخدم الولايات المتحدة ترسانة واسعة من الأدوات الدبلوماسية وراء الكواليس، من بينها، اللعب على عزة النرويج الصغيرة.

فقد قالت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية النرويجية، إنغريد كوامين إكّر: “على مدى فترة من الزمن، تواصلت النرويج مع أطراف الأزمة الفنزويلية، وحثتهم بشدة على التوصل إلى حل سياسي سلمي للنزاع.”

والأهم من ذلك، أن القناة التلفزيونية النرويجيةNRK ، نقلت عن مصادر، قولها إن “وساطة النرويج تجري بمعرفة وموافقة الولايات المتحدة”.

اليوم، بعدما دخل الوضع في فنزويلا في طريق مسدود بالنسبة للولايات المتحدة، فإن ظهور وسيط موثوق ومستقل مثل النرويج (أوسلو، بالمناسبة، لم تعترف بغوايدو رئيسا شرعيا)، طريقة ملائمة للأمريكيين للتراجع من دون إلقاء الراية. فالعملية العسكرية، التي تهدد بها واشنطن منذ بداية العام، غير مربحة حاليا لترامب. ذلك أن من شأن الفشل فيها، عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أن يقضي على خطط إعادة انتخابه رئيسا للبيت الأبيض.

يعد النرويجيون، الذين يتمتعون بسمعة طيبة في مجال الوساطة السلمية، خيارا مريحا جدا للأميركيين. وأوسلو نفسها مستفيدة. فهي تستطيع، مرة أخرى، إظهار “قوتها الدبلوماسيته” في حل الأزمات…

الوساطة السلمية في فنزويلا، محاولة أخرى من الدبلوماسية النرويجية لقطف زبدة رفعة مكانتها في التسويات الدبلوماسية. تستخدم الولايات المتحدة بمهارة هذا “الضعف” النرويجي. وهذا، أيا يكن الأمر، أفضل من غزو مسلح. وفنزويلا، نفسها، تكسب استراحة حتى نوفمبر 2020.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *