كتب رياض الفرطوسي
في مثلِ هذا اليوم سقط الصنم ‘
وسقطت معه كل الاوهام والنظريات والشعارات والرهانات ‘
لقد سقطت أقنعة ووجوه ومفاهيم وأعلام تعبوي ( يمجد ألقائد الضرورة ) وحقائق كانت راسخة في عقولِ بعض من انصارهِ على ان صدامَ ( رمز للحلمِ العربي وتلك الصورة النمطية ألتي كان يسوقها الاعلام العربي كمنقذ ‘ وهو المهزوم في كل الحروب التي خاضها ) .
سقط صدام وسقطت معه منابر وقنوات وصحف كانت تطبل له ليل نهار ,
سقطتْ عصابات وجيوب وجيوش وانظمة ‘
سقطْ المروجون الذين كانوا يٌزحفونَ الناس بالتكرارِ والتلقين ويصوغون ويسوقون لهم شعارات جامدة .
سقطتْ كل الحماقات التي كانت تاخذ البلاد والعباد الى الحروب والمهالك والمجازر والقتل والتصفيات ‘
سقطت ثنائيات التجريم التافهه : بين الوطني وغير الوطني وبين المناهض والمؤيد وبين المخلص والعميل ‘
سقطت قبلية العائلة الحاكمة واحتكار الرأي والحرية ‘
سقطت رهانات النخبة الحاكمة ممن كانوا يضعون تحت وسائد نومهم صور الجماجم والقتلى والغازات السامة التي تجهز على ابتسامة الاطفال .
لازال البعض يريد أن يحشرنا بين خيارين دمويين ‘
خيار دموية صدام وحقارته البشرية وقتل الناس ضمن دفعات : مرة في الحروب واخرى في المقابر الجماعية والغازات السامة والانفال ضمن مراحل متفق عليها وبين التفخيخ والسيارات الملغمة كقتل الابرياء والعزل .
سقطتْ ايديولوجيا الخصم والتنكيل به ومصادرة حياته وحياة عائلته واهله وابناءه ‘
والتي كان يعتبرها الطاغية ليست نزعة انتقامية بل ثورية معهودة وسلوك سياسي يحاسب الخصم على النوايا والاحلام ‘
سقط صدام الذي كان مغرما بجسده وازياءه ‘
وكان يطلب من ضحاياه ان يهتفون له بفرح ‘
في حين كان يتربع على عرش المجروحين والصابرين في المعتقلات والسجون ‘
وكل ما قام به الصنم من تعدد في المظهر والسلوك لم يشبع نزواته ‘
مرة يظهر لنا فلاحا ومرة اخرى يظهر جنرالا ومرات يظهر كمفكر وفيلسوف ومنظر‘
وفي مشاهد اخرى يظهر مثل رجال الكابوي حتى انه لبس الشروال الكردي في واحدة من تمظهراته ‘
فعل المستحيل من اجل ان يحتل الذاكرة والتلفزيون والصحف والشوارع والجدران والبيوت وقدور الطبخ والاحلام ‘
لكنه سقط وسقطت معه كل تلك المخلوقات المشوهة التي كان يحملها.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *