كتبت : صفا حسين

لم يعد غريباً أن يقال أن معيار تقدم الشعوب والدول هو مكانة المرأة فيها,  فكلما كانت المرأة تتمتع بمكانة عاليةٍ كانت الدول متقدمة فهي أشبه بمؤشر الجودة , والمقصود بذلك جودة هذه الدول أي مكانتها الاقليمية والدولية
والمتابع لكل الدول الريعية والنامية ولا سيما دول الشرق الأوسط يجد انها دول تعاني من الفقر الشديد على الرغم من ثرواتها الطائلة. ولا ريب أن نصف المشكلة تكمن في غياب دور المرأة لأنها تمثل نصف الحل لكونها نصف المجتمع الغائب عن التمثيل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الثقافي
و لقد تعرضت المرأة ولا سيما المرأة العربية لأشكال متعددة من قهر المجتمع الذكوري
فقهر الرجل ينعكس عليها ابتداءً,  بالاضافة الى القهر الذي تتعرض له هي ايضاً
ولقداهتكت الامم المتحدة والهيئات التابعة لها منذ القدم بالمرأة من خلال اصدار عدد من المواثيق والقوانين الخاصة بها
ولكي تكن الحكومات العربية بمنأى عن ذلك فمنذ سبعينيات القرن الماضي انشأت  دوائر مختصة بالمرأة
لكن ظلّ العائق الكبير أمام تحقيق مكانة المرأة هو تحويل التنظير الى واقع عملي ملموس ربما كانت تقف وراءه عدم جديّة هذه الحكومات والمنظمات الدولية التي رفعت حينها شعار تحرر المرأة
لتبقى مشكلة المرأة في العالم العربي هي بالأساس مشكلة انسانية تقف امامها كتل ضخمة من العادات والتقاليد تحول دون تحررها ووضع مكانة حقيقية لها
ومع ذلك فلا يمكن ان ننكر ان هناك العديد من المحاولات الجدية لبعض الدول العربية التي ساهمت في ايجاد مواقع مهمة للمرأة العربية, كدولة الامارات التي شاركت فيها المرأة منذ زمن بعيد في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وصلت  الآن الى رئاسة المجالس التشريعية وتسنم عدد من الوزارات وايفاد العدد الاكبر الى خارج دولة الامارات من اجل التعليم والانفتاح العلمي والثقافي
ويبدو ان بعض الدول الأخرى ستبقى تسير بسياسة اقصائية ممنهجة لعدم تسنم المرأة اي ادوار قيادية حقيقة الّا اذا اضطرت لذلك فهي تقوم به شكلياً
ويبقى الدور الأكبر على كاهل المرأة لايجاد مكانة لها من خلال العمل الدؤرب من أجل تحقيق ذلك.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *