أزمة الخليج بين طبول الحرب ودعوات التهدئة ..

لندن … كلمة

أقام نادي الكلمة بلندن  ندوة سياسية حول أزمة الخليج وحالة التصعيد بين امريكا وايران أستضاف فيها  الاكاديمي والباحث الدكتور حميد الكفائي والباحث والكاتب  والمتخصص بالشأن الايراني الاستاذ نجاح محمد علي وادار الندوة الاعلامي الاستاذ ابو فراس الحمداني .

الذي قدم الندوة  بمجموعة اسئلة  تدور في الشارع متسائلاً هل الازمة لها علاقة بصفقة القرن , هل لها علاقة بداعش وعملياتها الاخيرة في العراق , فهناك أحداث كثيرة ومستمرة في المنطقة مثل قصف الناقلات في الخليج ومضيق عمان  , فهل هناك طرف ثالث يحاول التأزيم واستغلال التصعيد بين الولايات المتحدة وايران , فهل لاسرائيل دور في هذه الاحداث, ام ان ايران  هي التي تحرك هذه الاحداث, ثم طرح سؤلاً مهما ً بعيون عراقية وقال : هل العراق مهيأ لهذه الازمة ,  اسئلة كثيرة طرحها على الضيوف والحاضرين .

ثم  قدم الحمداني  الدكتور حميد الكفائي الذي  تحدث عن اسباب الازمة وعوامل التصعيد وابعادها الدولية والخيليجية والبعد الايدلوجي  , مشيراً الى ان وصول الرئيس ترامب وتخبطه السياسي بأنه أحد الاسباب التي اربكت المشهد في منطقة الشرق الاوسط وكان نكسة كبيرة  واهانة للديمقراطية الامريكية , فخطابه السياسي غير متوازن  وينطوي على تهديد الدول كما حصل مع الصين والمكسيك والااحاد الاوربي  , وهو تاجر اكثر من كونه سياسي كما وصفه صديقه نايجل فراج  لذاهو يستمع   الى مصانع الاسلحة وما تدره من موال  .

والقى الكفائي باللائمة على ايران إذ انها استعدت امريكا وجعلت العداء لاميركا عقيدة وهذا خطأ استرتيجي, كما نوه الى اذرعها المنتشرة بالمنطقة التي ساهمت بشكل او بأخربأزمة الثقة بينها وبين دول الخليج , ناهيك عن الخطاب المأزوم الذي تطلقه ايران بين الاونة والاخرى.

واشار الى العامل الاسرائيلي  وقوة تأثيره في الولايات المتحدة ودفعه تجاه الحرب ودور نتينياهو في هذا المجال فهو أسوأ رئيس وزراء جاء الى اسرائيل . أما عن عدم رد ترامب على اسقاط الطائرة اشار الكفائي ان الرئيس الامريكي  وضع في حسابته قمة العشرين التي ستعقد في اوساكا في اليابان ومسائلة الدول في  تدمير الاقتصاد العالم يفميا اذا انلعت هذه الحرب ,

وذكر الكفائي ان  ايران الحرب افضل وسيلة لجعل العالم ينتبه نحو ايران  وعليها تعمل على التعجيل بالمواجهة وهي من مصلحتها  لكي لا تموت ببطأ , فالوقت يمر وهي محاصرة وتستنزف, مع ان ايران تحاول هي والاتحاد الاوربي  ايجاد آلية للتعامل الاقتصادي بعيداً عن الدولار.

وقال الكفائي ان هناك مشكلة في ايران وهي تعدد الصلاحيات فالمرشد لديه ادواته ورجاله الذين يجوبون الدول وللحكومة رجالها واحياناً تتم حركة رجال المرشد دون علم الحكومة مما دعا ظريف للاستقاله , ولو ترك الامر للحكومة لربما نشهد حلول للازمة.

واختتم السيد الكفائي  مداخلته بالقول : ان ايران عليها ان ان تبني علاقات مع دول العالم مبينة على مصلحة الشعب الايراني وتطلعاته ومصلحة الدول, وان تترك ملاحقة المعارضين كي تكسب ثقة هذه الدول وتتجنب معاقبة الاتحاد الاوربي والمنظمات العالمية .

السيد نجاح محمد علي بدأ حديثه بعدم الاتفاق مع السيد الكفائي وقال انا شاهد على العلاقة بين امريكا وايران وخصوصاً في المفاوضات الاخيرة فيما يخص الاتفاق النووي.

واكد على ان ايران ملتزمة بالاتفاق النووي وترغب في تطوير علاقتها مع الغرب ، وان الطرف الآخر  هو الذي نقض تعهداته وانسحب من الاتفاق وصمت امام ممارسات اليمين الامريكي المتصهين  المتمثل  بترامب .

كما ان ايران لم تقطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين امريكا بل امريكا هي من قطعت العلاقات مع ايران , وكما هو الحال بينها وبين العراق ايام الحرب الضروس بين البلدين . لذا ايران تريد علاقات مع كل دول العالم على اساس التكافؤ و الاحترام المتبادل وليس طبق معادلة الذئب والحمل .

واشار ان المفارقة التي حدثت في هذه الازمة هي انقلاب دول الخليج  في مواقفها من ايران , فان دولة الامارات كانت اول دولة في العالم تبارك الاتفاق النووي, لكننا نراها اليوم  من اكثر المتشددين ضد ايران.

وتحدث عن مشهد الازمة وتأثيرها بخصوص العراق , وقال ان هناك استحقاق ايراني في العراقي من جانب التاريخ والجغرافيا, وقال: ان حجم النفوذ الايراني كبير في العراق وسببه هو ضعف الحكومة العراقية , وذكر ان التدخل بمعظمه ايجابي  وايران هي من حمت العملية السياسية وقد قدمت ايران الشيء الكثير للعراق , وحتى في زمن النظام السابق كان لايران طور في مساعدة العراق في بيع النفظ ورفع العلم التايراني على ناقلات النفظ .

واضاف الاستاذ  نجاح محمد على ان العراق يمكنه  لعب دوركبيراً  في الوساطة بين الطرفين  لما يتمتع به العراق من علاقات مميزة ومتطورة مع كل من امريكا وايران, وذلك ضمن الدستور العراقي في مادته الثامنة ، وهو ما اكده موقف رئيس الجمهورية برهم صالح الاخير في قمة مكة .

واشار ان العراق قدم مبادرة للامريكان  تنص على عودة ترامب  للقرار 2132 اي العودة عن الانسحاب من الاتفاق النووي, واذاف اترامب الى اذا اراد ان سنجح في الانتخابات القادمة فعليه ان يستمع الى وجهة النظر العراقية.

وأشار الى   ان ايران جزء من محور كبير يضم جميع فصائل المقاومة  في المنطقة بالاضافة  لدعم سياسي من روسيا والصين لهذا المحور  ،

المتداخلون في الندوة  بدورهم ركزوا على  الربط بين صفقة القرن وما يجري من تصعيد في منطقة الخليج, كما اكدوا على ان العلاقات بين الدول يجب ان تبنى على اساس المصالح لشعوبها , وان الفلسطينيون هم اهل القضية ولا احد يزايد عليهم في قضيتهم , وفي الجانب العراقي شدد  البعض على ضرورة دعم  واسناد الموقف العراقي  المحايد الذي اعلن في مؤتمر مكة فيما اكد البعض الاخر الى صعوبة النأي بالنفس والبقاء على الحياد , فالساحة العراقية هي الملعب الرئيس والساحة الامامية للمعركة  وعلينا كعراقيين  ان نكون مستعدين لاي تصعيد لأي تصعيد محتمل  ،

فيما طُرحت العديد من الافكار التي اعتبرت المواجهة الاخيرة تعكس تغيراً  في قواعد الاشتباك في المنطقة تجعلنا  امام حرب اقتصادية عالمية  تمثل  ازمة الخليج  احدى تمظهراتها..

واختتمت الندوة بتساؤل مهم وهو يكاد يكون مطروحاً في الاعلام , هل اسرائيل هي المستفيد الأول من هذه الازمة.  وهي ستتمكن السياسة الايرانية من الخروج من هذه الازمة وتجنب المنطقة اهوال الحرب وهل سيقوم العالم بدوره ويتحمل مسؤوليتهاتجاه السلم العالمي .

علاء الخطيب

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *